كالحرف إلا أنها في السرى |
|
تسبق رجع النظر الباصر |
أسرع في الإرقال من خاضب |
|
أعجله الركض ومن طائر (١) |
آنسه بالوخد لكنها |
|
في سيرها كالنقنق الناقر (٢) |
عرج على طيبة وانزل بها |
|
وقف مقام الضارع الصاغر |
وقبل الأرض وسف تربها |
|
واسجد على ذاك الثرى الطاهر |
وأبلغ رسول الله خير الورى |
|
عني في الماضي وفي الغابر |
سلام عبد خالص حبه |
|
باطنه في الصدق كالظاهر |
وعج على أرض البقيع الذي |
|
ترابه يجلو قذى الناظر |
وبلغن عني سكانه |
|
تحية كالمثل السائر |
قوم هم الغاية في فضلهم |
|
فالأول السابق كالآخر |
هم الأولى شادوا بناء العلى |
|
بالأسمر الذابل والباتر (٢) |
وأشرقت في المجد أحسابهم |
|
إشراق نور القمر الباهر |
وبخلوا الغيث ويوم الوغا |
|
راعوا جنان الأسد الخادر (٤) |
بدا بهم نور الهدى مشرقا |
|
وميز البر من الفاجر |
فحبهم وقف على مؤمن |
|
وبغضهم حتم على كافر |
كم لي مديح فيهم شائع |
|
وهذه تختص بالباقر |
إمام حق فاق في فضله |
|
العالم من باد ومن حاضر |
أخلاقه الغر رياض فما |
|
الروض غداة الصيب الماطر |
__________________
(١) الخاضب من النعام : الذي أكل الخضرة أو الظليم إذا أكل الخضرة أو الظليم إذا أكل الربيع فاحمرت ساقاه وقوادمه.
(٢) الوخد : السرعة في المشي. والنقنق : الذكر من النعام.
(٣) شاد البناء : رفعه. وبعير أسمر : أبيض إلى الشبهة. والذابل من الحيوان : الضامن والباتر : السيف القاطع.
(٤) أسد خادر : مقيم في خدره وهو أجمة الأسد.