بِأَكْظَامِهِمْ (١) دَاعِياً إِلَى سَبِيلِ رَبِّهِ (بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) يَجُذُّ الْأَصْنَامَ وَيَنْكُتُ الْهَامَ (٢) حَتَّى انْهَزَمَ الْجَمْعُ وَوَلَّوُا الدُّبُرَ وَحَتَّى تَفَرَّى اللَّيْلُ عَنْ صُبْحِهِ وَأَسْفَرَ الْحَقُّ عَنْ مَحْضِهِ (٣) وَنَطَقَ زَعِيمُ الدِّينِ وَخَرِسَتْ شَقَاشِقُ الشَّيَاطِينِ وَفُهْتُمْ بِكَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ مَعَ النَّفْرِ الْبِيضِ الْخِمَاصِ (٤) الَّذِينَ أَذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً (وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها) مَذْقَةَ الشَّارِبِ وَنَهْزَةَ الطَّامِعِ وَقَبْسَةَ الْعَجْلَانِ وَموطاة [وموطأة ومَوْطِئَ] الْأَقْدَامِ (٥) تَشْرَبُونَ الطَّرْقَ وَتَقْتَاتُونَ الْقِدَّ أَذِلَّةً خَاشِعِينَ (تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ) مِنْ حَوْلِكُمْ (٦) فَأَنْقَذَكُمُ اللهُ بِنَبِيِّهِ
________________
(١) الثبج : ما بين الكاهل إلى الظهر. يقال أخذ بكظمه اي بمخرج نفسه والجمع اكظام. ه. م.
(٢) جذذت الشيء : كسرته وقطعته والجذاذ : ما كسر منه والضم أفصح. والنكت أن تضرب في الأرض بقضيب فتؤثر فيها ، ويقال : طعنه فنكته اي ألقاه على رأسه فانتكت هو (ه. م) والهام : رأس كل شيء. وفي بعض النسخ «ويفلق الهام».
(٣) قولها (علیهما السلام) حتى تفرى اه اي انشق حتّى ظهر ضوء الصباح. وأسفر الصبح : أضاء
(٤) في البحار : الشقشقة : شئ كالرئة يخرجه البعير من فيه إذا هاج وإذا قالوا للخطيب ذو شقشقة فإنما يشبه بالفحل واسناد الخرس إلى الشقاشق مجازى. وفاه بالكلام لفظ به ، وفيه تعريض بأنه لم يكن ايمانهم عن قلوبهم والبيض جمع أبيض وهو من الناس خلاف الأسود والخماص ـ بالكسر ـ جمع خميص والخماصة تطلق على دقة البطن خلقة وعلى خلوه من الطعام.
(٥) مذقة الشارب : إشارة إلى تصغير أمرهم والنهزة : الفرصة تريد أن كل طامع كان قادرا عليكم وكنتم عنده فرصة ينتهزها اي يغتنمها وكل هذه الكلمات تشير بها إلى ذلهم قبل أن أعزهم اللّه بالإسلام. ه. م.
(٦) الطرق والطروق : ماء السماء الذي تبول فيه الا بل وتبعر وقال إبراهيم :الوضوء من الطرق أحبّ إلى من التيمم حكاه الجوهريّ ويقتاتون القد : من القوت (ه. م) والقد بالكسر ـ : اناء من جلد غير مدبوغ.