ذكر لا لطلب فخر وإعلاء قدر بل لامتثال أمر وطاعة في سر وجهر فلذلك شكر الله سعيه حين سعى وعمه بألطافه العميمة ورعى وأجاب دعاءه لما دعا وجعل أذنه السميعة الواعية فسمع ووعى فأسأل الله بكرمه أن يحشرني ومحبيه وإياه معا.
" قَالَ الْوَاحِدِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ يَرْفَعُهُ بِسَنَدِهِ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ كَانَ يَمْلِكُ أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ فَتَصَدَّقَ بِدِرْهَمٍ لَيْلاً وَبِدِرْهَمٍ نَهَاراً وَبِدِرْهَمٍ سِرّاً وَبِدِرْهَمٍ عَلَانِيَةً فَأَنْزَلَ اللهُ سُبْحَانَهُ فِيهِ (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (١)
أنشدني بعض العلويين لبعض الأصحاب
عتبت إلى الدنيا وقلت إلى متى |
|
أكابد عسرا ضره ليس ينجلي |
أكل شريف من علي جدوده |
|
حرام عليه الرزق غير محللي |
فقالت نعم يا ابن الحسين رميتكم |
|
بسهمي عنادا حين طلقني علي |
في شجاعته ونجدته
وتورطه المهالك في الله ورسوله وشراء نفسه ابتغاء مرضاة الله تعالى
قَالَ الْخُوَارِزْمِيُّ فِي مَنَاقِبِهِ يَرْفَعُهُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ جَالِساً إِذْ أَتَاهُ تِسْعَةُ رَهْطٍ فَقَالُوا يَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِمَّا أَنْ تَقُومَ مَعَنَا أَوْ تَخْلُوَ بِنَا فَقَالَ بَلْ أَقُومُ مَعَكُمْ وَكَانَ إِذْ ذَاكَ صَحِيحاً قَبْلَ أَنْ يَعْمَى فَتَحَدَّثُوا فَلَا نَدْرِي مَا قَالُوا فَجَاءَ يَنْفُضُ ثَوْبَهُ وَيَقُولُ أُفٍّ وَتُفٍّ وَقَعُوا فِي رَجُلٍ لَهُ بِضْعَ عَشْرَةَ فَضِيلَةً لَيْسَتْ لِأَحَدٍ غَيْرِهِ وَقَعُوا فِي رَجُلٍ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلی الله علیه وسلم لَأَبْعَثَنَّ رَجُلاً لَا يُخْزِيهِ اللهُ أَبَداً يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ فَاسْتَشْرَفَ لَهَا مُسْتَشْرِفٌ فَقَالَ صلی الله علیه وسلم أَيْنَ عَلِيٌ الحديث إلى آخره وقد تقدم وَبَعَثَ أَبَا بَكْرٍ بِسُورَةِ التَّوْبَةِ فَبَعَثَ عَلِيّاً خَلْفَهُ فَأَخَذَهَا مِنْهُ وَقَالَ لَا
________________
(١) البقرة : ٢٧٤.
(٢) كابده : قاساه وتحمل المشاق في فعله.