ويؤيّد ذلك ما
في أخبارنا أنّ أوّل من حجّ البيت آدم عليهالسلام وذلك يدلّ على أنّه كان قبل إبراهيم عليهالسلام وفي كتاب العياشي بإسناده عن الصّادق عليهالسلام قال إنّ الله أنزل الحجر الأسود من الجنّة لآدم عليهالسلام وكان البيت درّة بيضاء فرفعه الله تعالى إلى السماء
وبقي أساسه فهو حيال هذا البيت ، وقال يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك لا يرجعون إليه
أبدا فأمر الله سبحانه إبراهيم وإسماعيل أن يبنيا البيت على القواعد.
وروى أيضا أنّ الله تعالى أنزل البيت ياقوتة من يواقيت
الجنّة له بابان من زمرّد شرقي وغربي وقال لآدم أهبطت لك ما يطاف به كما يطاف حول
عرشي فتوجّه إليه آدم من أرض الهند ماشيا وتلقّته الملائكة ، فقالوا : برّ حجّك يا
آدم لقد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام وحجّ آدم أربعين حجّة من أرض الهند إلى
مكّة على رجليه ، وكان ذلك إلى أن رفعه الله أيّام الطّوفان إلى السماء الرابعة
فهو البيت المعمور ، ثمّ إنّ الله تعالى أمر إبراهيم ببنيانه وعرّفه جبرئيل مكانه.
[وظاهر الآية
يؤيد هذا القول ، فانّ قوله تعالى (وَإِذْ يَرْفَعُ
إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ) صريح في أنّ تلك القواعد كانت موجودة منهدمة إلّا أنّ
إبراهيم رفعها
__________________