وقيل : إنّ الدوام على فعل الحسنات يدعو إلى ترك السيّئات بالخاصّة فكأنّها تذهب بها.
(ذلِكَ) إشارة إلى قوله : فاستقم وما بعده.
(ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ) عظة للمتّعظين حيث علموا أن ذكرهم الله سبب لذكر الله إيّاهم.
وقيل : إنّه إشارة إلى القرآن وكفى به عظة لمن اتّعظ ، وقال الشيخ في التبيان يعني ما ذكره من قوله (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) فيه تذكار لمن تذكّر به وتفكّر.
الثالثة : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ) (١).
(فَسُبْحانَ اللهِ) خبر في معنى الأمر بتنزيه الله تعالى عمّا يليق به والثناء عليه في هذه الأوقات الّتي يظهر فيها قدرته وتتجدّد فيها نعمته.
(حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) الإمساء الدخول في المساء ، والإصباح الدخول في الصباح. وآثار القدرة فيها ظاهرة. فإنّ المساء وقت زوال النور الكامل المنتشر في جميع الآفاق في زمان يسير ، والصباح وقت انتشار النور في زمان يسير أيضا.
(وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي هو المستحقّ بحمد أهلها لانعامه عليهم أي على أهل السموات والأرض أن يحمدوه فكأنّها جملة معترضة كما قال في الكشّاف.
(وَعَشِيًّا) معطوف على حين تمسون : أى وفي العشاء وترك لفظ الحين فيه لعدم مجيء الفعل منه.
(وَحِينَ تُظْهِرُونَ) أى تدخلون في الظهيرة وهي نصف النهار ويحتمل أن يكون وله الحمد متعلّق بما بعده ، ويكون قوله : وعشيّا معطوفا على السموات والأرض بنزع الخافض : أى وله الحمد في السموات والأرض وفي العشيّ والظهيرة فيكون التسبيح متعلّقا بالمساء والصباح ، والحمد بالعشيّ والظهيرة لأنّ تجدّد النعمة في هذين
__________________
(١) الروم ١٦ و ١٧.