الحديث عن أسود بن عامر (١) ، عن شریك (٢) ، عن الأعمش (٣) ، عن المنهال (٤) ، عن عباد بن عبد اللَّه الأسدی (٥) ، عن عليّ مرفوعاً.
وكلّ واحد من سلسله هذا السند حجّه عند الخصم ، وكلّهم من رجال الصحاح بلا كلام ، وقد ذكرهم القیسراني في كتابه الجمع بين رجال الصحيحين ؛ فلا مندوحه عن القول بصحّه الحديث.
علی أنّ لهم فيه طرقاً كثيره يؤيّد بعضها بعضاً ، وإنّما لم يخرجه الشيخان وأمثالهما ؛ لأنّهم رأوه يصادم رآيهم في الخلافه ، وهذا هو السبب في إعراضهم عن كثير من النصوص الصحيحه ، خافوا أن تكون سلاحاً للشيعه ، فكتموها وهم يعلمون ..
وإنّ كثيراً من شيوخ أهل السُنّة ـ عفا اللّٰه عنهم ـ كانوا علی هذه الوتيره ، يكتمون كلّ ما كان من هذا القبيل ، ولهم في كتمانه مذهب معروف ، نقله عنهم الحافظ ابن حجر في فتح الباری.
وعقد البخاري لهذا المعني باباً في أواخر كتاب العلم من الجزء الأوّل من
__________________
(١) احتجّ به البخاري ومسلم في صحيحيهما ، وقد سمع شعبه عندهما ، وسمع عبد العزيز بن أبي سلمه عند البخاري ، ، وسمع عند مسلم زهير بن معاوية ، وحمّاد بن سلمه ، روی عنه في صحيح البخاري محمّد بن حاتم بن بزيع ، وروی عنه في صحيح مسلم هارون بن عبد اللَّه ، والناقد ، وابن أبي شيبه ، وزهير.
(٢) احتجّ به مسلم في صحيحه ، كما أوضحناه عند ذكره في المراجعه ١٦.
(٣) احتجّ به البخاري ومسلم في صحيحيهما ، كما بيناه عند ذكره في المراجعه ١٦.
(٤) احتجّ به البخاري ، كما أوضحناه عند ذكره في المراجعه ١٦.
(٥) هو عباد بن عبد اللَّه بن الزبير بن العوّام القرشي الأسدي ، احتجّ به البخاري ومسلم في صحيحيهما ، سمع أسماء وعائشه بنتی أبي بكر ، وروی عنه في الصحيحين ابن أبي مليكه ، ومحمّد بن جعفر بن الزبير ، وهشام بن عروه.