قائمة الکتاب
في حجّية ظواهر الكتاب
٣٠١
إعدادات
فرائد الأصول [ ج ١ ]
فرائد الأصول [ ج ١ ]
تحمیل
.................................................................................................
______________________________________________________
كتابه ثلاثة أقسام ، قسما منه يعرفه العالم والجاهل ، وقسما لا يعرفه إلّا من صفا ذهنه ولطف حسّه وصحّ تمييزه ممّن شرح الله صدره للإسلام ، وقسما لا يعرفه إلّا الله وأنبيائه والراسخون في العلم ، وإنّما فعل الله ذلك لئلّا يدّعي أهل الباطل من المستولين على ميراث رسول الله صلىاللهعليهوآله من علم الكتاب ما لم يجعل الله لهم ، وليقودهم الاضطرار إلى الائتمار بمن ولي أمرهم» إلى أن قال : «فأمّا ما علمه الجاهل والعالم فمن فضل رسول الله صلىاللهعليهوآله من كتاب الله قول الله عزوجل : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ) وقوله : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) ولهذه الآية ظاهر وباطن ، فالظاهر قوله : (صَلُّوا عَلَيْهِ) والباطن قوله : (سَلِّمُوا تَسْلِيماً) أي : سلّموا لمن وصّاه واستخلفه عليكم فضله وما عهد به إليه تسليما. وهذا ممّا أخبرتك أنّه لا يعلم تأويله إلّا من لطف حسّه وصفا ذهنه وصحّ تمييزه» الحديث.
وأقول : القسم الثاني من كلام الشيخ هو الأوّل من كلامه عليهالسلام ، وهو الذي يعرفه الجاهل والعالم ، وهو ما كان محكم الدّلالة. وهذا ممّا لا ريب في صحّة الاستدلال به ، والمانع مكابر. والقسم الرابع من كلامه هو الثاني من كلامه عليهالسلام ، وهو الذي لا يعرفه إلّا من صفا ذهنه ولطف حسّه. والظاهر أنّه أشار بذلك إلى الأئمّة عليهمالسلام ، فإنّهم هم المصطفون بتلك الصفات على الحقيقة ، وإن ادّعى بعض من أشرنا إليه دخوله في ذلك.
ثمّ قال : لا يقال : إنّه يلزم اتّحاد القسم الثاني من كلامه عليهالسلام بما بعده ، لكون القسم الثالث أيضا من القسم الثاني. لأنّا نقول : الظاهر تخصيص القسم الثالث بعلم الشرائع يحتاج إلى توقيف ، وأنّه لا يعلمه إلّا هو جلّ شأنه وأنبيائه عليهمالسلام بالوحي إليهم وإن علمه الأئمّة عليهمالسلام بالوراثة عن الأنبياء عليهمالسلام ، بخلاف الثاني ، فإنّه ممّا يستخرجونه بصفاء جواهر أذهانهم ، ويستنبطونه بإشراق لوامع أفهامهم. وحينئذ فالقسم الثالث من كلام الشيخ رحمهالله هو الثالث من كلامه عليهالسلام. إلى أن قال : ومرجع