في المنع عن ذلك مثل النبويّ صلىاللهعليهوآله : «من فسّر القرآن برأيه فليتبوّأ (٢١١) مقعده من النار» (١٣). وفي رواية اخرى : «من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ ...» (١٤). وفي نبويّ ثالث : «من فسّر القرآن برأيه فقد افترى على الله الكذب» (١٥). وعن أبي عبد الله عليهالسلام : «من فسّر القرآن برأيه إن أصاب لم يؤجر ، وإن أخطأ سقط أبعد من السماء» (١٦). وفي النبويّ العامّي : «من فسّر القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ» (١٧). وعن مولانا الرضا عليهالسلام عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهمالسلام ، قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ الله عزوجل قال في الحديث القدسي : ما آمن بي من فسّر كلامي برأيه ، وما عرفني من شبّهني بخلقي ، وما على ديني من استعمل القياس في ديني» (١٨). وعن تفسير العياشي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام : «قال : من حكم برأيه بين اثنين فقد كفر ، ومن فسّر برأيه آية من كتاب الله فقد كفر» (١٩). وعن مجمع البيان : أنّه قد صحّ عن النبيّ صلىاللهعليهوآله وعن الأئمة القائمين مقامه : أنّ تفسير القرآن لا يجوز إلّا بالأثر الصحيح والنصّ الصريح (٢٠). وقوله عليهالسلام : «ليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن ، إنّ الآية يكون أوّلها في شيء وآخرها في شيء ، وهو كلام متّصل ينصرف إلى وجوه». وفي مرسلة شبيب بن أنس عن أبي عبد الله عليهالسلام ، أنّه قال لأبي حنيفة : «أنت فقيه أهل العراق؟ قال : نعم ، قال : فبأيّ شيء تفتيهم؟ قال : بكتاب الله وسنّة نبيّه صلىاللهعليهوآله ، قال : يا أبا حنيفة ، تعرف كتاب الله حقّ معرفته ، وتعرف الناسخ من المنسوخ؟ قال : نعم ، قال عليهالسلام : يا أبا حنيفة ، لقد ادّعيت علما! ويلك ، ما جعل الله ذلك إلّا عند أهل الكتاب الذين انزل عليهم ، ويلك ، ولا هو إلّا عند الخاصّ من ذرّية نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله ، وما ورّثك الله من كتابه حرفا» (٢١). وفي رواية زيد الشحّام ، قال : «دخل قتادة على أبي جعفر عليهالسلام ، فقال له :
______________________________________________________
فيه. وبالجملة ، إنّ كونهم عليهمالسلام أهلا لعلم القرآن ونسبة علمه إليهم لا يستلزم عدم جواز تمسّك رعاياهم بما فهموه من ظواهره.
٢١١. في المجمع : «في الحديث : من طلب علما يباهي به العلماء فليتبوّأ مقعده من النار ، أي : لينزل منزله منها ، من بوّأت للرجل منزلا : هيّأته له ، أو من تبوّأت له منزلا : اتّخذته. وأصله الرجوع ، من باء إذا رجع. وسمّي المنزل مباءة