هناك في مجمع البحرين من هو أعلم منك ، ثمّ سأله عن كيفيّة الوصول إليه ،
فأمره الجليل بأن يصطحب معه يوشع بن نون ، فانطلق هو ويوشع إلى المحلّ الذي عنونه
الله له ، وبعد صعوبات جمّة وصلا إلى الخضر عليهالسلام وهو عند صخرة على شاطئ البحر ، فعرّف نفسه للخضر عليهالسلام ، وأخبره بالسبب الذي قاده إليه ، وهو أخذ العلم منه ،
فأجابه الخضر عليهالسلام قائلا : إنّي على علم من علم الله علّمنيه الله لا
تعلمه أنت ، وأنت على علم من علم الله علّمكه الله لا أعلمه ، فأجابه موسى عليهالسلام بأنّه على أيّ حال جاء للتعلّم ، وسيكون لأوامره مطيعا
وصابرا ، فقبل الخضر عليهالسلام من موسى بشرط أن لا يسأله عما يقوم به أو يتفوّه به ،
فاتّفقا على ذلك ، وبعد برهة ركبا سفينة ثمّ نزلا منها ودخلا قرية ، وعلى ظهر
السفينة ودخولهم القرية جرت حوادث وأمور مدهشة ، كان موسى يسأل الخضر عليهالسلام عن أسبابها ، والخضر عليهالسلام يجيبه في كلّ مرّة قائلا : ألم أقل لك إنّك لن تستطيع
معي صبرا وموسى عليهالسلام يعتذر عن أسألته منه ، وأخيرا افترقا.
ولم يزل موسى عليهالسلام يلاقي العصيان والتمرّد من بني إسرائيل حتّى توفّي على
جبل نبو ، وقيل : نبا بالقرب من جبل طور سيناء حدود سنة ١٥٢٥ قبل الميلاد أيّام
التيه ، ودفن هناك ، ويدّعي اليهود أنّ في فلسطين قبرا لموسى عليهالسلام يقصدونه في كلّ سنة.
توفّي موسى عليهالسلام وعمره ٢٤٠ سنة ، وقيل : ١٢٠ سنة ، وقيل : ١٢٦ سنة ،
وقيل : ١٣٧ سنة.
توفّي أخوه
هارون قبله ، ودفن في جبل هور من جبال سيناء.
وبعد وفاة موسى
عليهالسلام قام بالأمر من بعده يوشع بن نون بوصيّة منه.
القرآن المجيد وموسى بن عمران عليهالسلام
ذكره الله في
كتابه العزيز كثيرا ، وأثنى عليه ، وكرّر قصّته بصورة مبسوطة تارة ومطوّلة تارة
أخرى ، وهي على النحو الآتي :
(وَإِذْ واعَدْنا
مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ...) البقرة ٥١.
(وَإِذْ آتَيْنا
مُوسَى الْكِتابَ ...) البقرة ٥٣.