ألقابه كثيرة منها : الصادق ، والأمين ، والمصطفى ، وخاتم الأنبياء ، وسيّد المرسلين ، والماحي ، والحاشر ، والعاقب وغيرها.
هو نبيّ المسلمين ، وخاتم الأنبياء والمرسلين ، ومؤسّس كيان الأمّة الإسلاميّة ، وباني صروح مجدها وحضارتها ، ومجمع صفوف العرب المبعثرة ، ومنسّق شملهم المشتّت ، وواضع الأسس الرصينة لحياتهم الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة ، ومنقذ البشريّة من عوالم الجهل والتخلّف والصعود بهم إلى آفاق المعرفة والازدهار والتقدّم ، ومشعل هداية الأمم إلى معرفة الله عزوجل وتوحيده.
ولد صلىاللهعليهوآله بمكّة المكرّمة ، وقيل : في شعب أبي طالب عند الجمرة الوسطى ، وقيل : في شعب بني هاشم يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأوّل ، وقيل : في الثاني عشر من شهر رمضان ، وقيل : فى الثاني من ربيع الأوّل عام الفيل في السنة الثالثة والخمسين قبل الهجرة ، المصادف لسنة ٥٧٠ ميلاديّة.
توفّي أبوه عبد الله والنبيّ صلىاللهعليهوآله حمل في بطن أمّه ، وقيل : توفّي بعد المولد النبويّ الشريف بشهر واحد ، وقيل : توفّي بعد مولده بسنتين.
ولمّا بلغ السادسة أو السابعة من عمره المبارك توفّيت أمّه فأصبح يتيم الأبوين ، فتولّى جدّه عبد المطّلب أمر تربيته ونشأته ، وكان يحبّه حبّا جمّا ، ويكنّ له كلّ الحنان والإجلال والإشفاق ، فكان لا يأكل طعاما إلّا والنبيّ صلىاللهعليهوآله معه.
لمّا بلغ الثامنة من عمره توفّي جدّه عبد المطّلب ، فتكفّله عمّه أبو طالب عليهالسلام ، فأحسن كفالته ورعايته وإعالته ، وكان يقدّمه على أولاده وذويه ، وأخرجه معه في تجارة إلى الشام وهو ابن ٩ سنين. كان صلىاللهعليهوآله يتمتّع بمزايا وخصال حميدة كاعتقاده الراسخ بالله سبحانه ، وإيمانه بوحدانيّته ، وشجاعته الفائقة ، وعلوّ همّته ، وتكامل عقله ، بالإضافة إلى صدقه وأمانته ونزاهته ، كلّ تلك المؤهّلات والسجايا الشريفة التي انفرد بها جعلت قريش وسائر الأقوام ينظرون إليه نظرة إجلال وإكبار واحترام حتّى لقّبوه بالصادق الأمين.
لمّا بلغ الخامسة والعشرين زوّجه عمّه أبو طالب عليهالسلام من خديجة بنت خويلد التي كانت من أثرى أثرياء وقتها ، وعمرها يومئذ أربعون عاما.