أحبارهم وعلمائهم ورؤسائهم ، وكان عارفا بالتوراة.
كان من خصوم النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، ومن ألدّ أعدائهم والمؤذين لهم والمتآمرين عليهم ، وأحد الذين بذلوا أموالهم في سبيل إيقاف الدعوة الإسلاميّة.
تآمر مع جماعة من قومه على اغتيال النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فأخبر الله نبيّه بنواياهم ، فعاتبهم على ذلك ، فطلبوا منه أن يجليهم ويكفّ عن دمائهم ، فأجابهم إلى ذلك ، فخرج جماعة منهم إلى الشام ، ومنهم من سار إلى خيبر وفيهم المترجم له.
تزوّج من صفيّة بنت حىّ بن أخطب النضريّة ، فلما قتل كنانة يوم خيبر وسبيت تزوّجها النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فلمّا دخل بها وجد بخدّها آثر لطمة ، فسألها النبيّ صلىاللهعليهوآله عن ذلك ، فقالت : إنّي رأيت في عالم الرؤيا كأنّ القمر أقبل من يثرب فسقط في حجري ، فقصصت رؤياي على كنانة فلطمني وقال : تتمنّين أن يتزوّجك ملك يثرب؟ فهذه من لطمته على خدّي.
كان عنده كنز بني النضير ، فلمّا أسره المسلمون يوم خيبر وجيء به إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله مكتوفا سأله النبيّ صلىاللهعليهوآله عن الكنز ، فأنكر علمه به ، فوكّل النبيّ صلىاللهعليهوآله الزبير بن العوام بأن يستنطقه لكي يعترف بمكان الكنز ، فلم يعترف وأنكر ذلك ، فدفعه النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى محمّد بن مسلمة فضرب عنقه فهلك ، وذلك في السنة السابعة من الهجرة ، وقيل : تمّ قتله على يد النبيّ صلىاللهعليهوآله.
القرآن العظيم وابن أبي الحقيق
جاء يوما مع جماعة من اليهود إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وقالوا : يا محمّد ما ولّاك عن قبلتك التي كنت عليها وأنت تزعم أنّك على ملّة إبراهيم ودينه؟ ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها نتّبعك ونصدّقك ، فنزلت فيهم الآية ١٤٢ من سورة البقرة : (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها ....)
ولكون المترجم له وغيره من رؤساء اليهود وعلمائهم كتموا ما عهد الله إليهم في التوراة من شأن النبيّ صلىاللهعليهوآله وبدّلوه وكتبوا بأيديهم غيره ، وأقسموا أنّه من عند الله ،