وخصوصا معاوية بن أبي سفيان وأشياعه ، وأمّ المؤمنين عائشة وأعوانها ، فأخذوا يحيكون المؤامرات على الإمام عليهالسلام ، ويفتعلون الحوادث ضدّه ، ويدبّرون الانتفاضات والحروب والفتن عليه ، فكانت أولاها حرب الجمل ، أو حرب البصرة سنة ٣٦ ه. بقيادة عائشة وطلحة والزبير ومن على شاكلتهم ، فأشعلوا نار تلك الحرب بالبصرة ، فكانت حصيلتها اندحار جيش أمّ المؤمنين ، وهزيمة عساكرها ، ومقتل عدد غفير من رؤسائهم ، فظلّ عار الهزيمة يلاحق أمّ المؤمنين وأتباعها الذين رفعوا راية العصيان ضد إمام زمانهم وخليفة وقتهم إلى يوم يبعثون.
حرب صفّين
وبعد عام من وقعة الجمل أو البصرة في غرّة شهر صفر سنة ٣٧ ه اندلعت نار الحرب بين معاوية بن أبي سفيان والإمام عليهالسلام وعساكره في صفّين ، فكانت تسعين وقعة ، وامتدّت مائة وعشرة أيّام ، وانتهت بمؤامرة التحكيم التي دبّرها ووضع خيوطها عمرو بن العاص ، فخلعوا الإمام عليهالسلام ، ونصبوا طريد رسول الله صلىاللهعليهوآله معاوية خليفة للمسلمين.
وبعد تلك المؤامرة القذرة انقسم الناس على أنفسهم ، فمنهم من أيّد الإمام عليهالسلام وتبعه وكانوا الكوفيّين ، ومنهم من لحق معاوية وتشيّع له وهم الشاميّون ، وبقي فريق ثالث نقموا على الإمام عليهالسلام لقبوله التحكيم ، ودعوا بالخوارج.
شكّل الخوارج حزبا مناوئا للإمام عليهالسلام ، وأعلنوا تكفيره ، وكانوا ألفا وثمانمائة رجل ، فحاربهم الإمام عليهالسلام بالنهروان سنة ٣٨ ه وقتلهم بأجمعهم.
اتّخذ الإمام عليهالسلام من الكوفة عاصمة لخلافته التي استمرّت أربع سنين وتسعة أشهر وثمانية أيّام ، أو أربع سنين وتسعة أشهر إلّا يوما.
وما مرّت تلك الأيّام حتّى جاءت المؤامرة الدنيئة التي قضت على حياته المليئة بالعطاء والخير ، تلك المؤامرة التي حاكها مجرمو التأريخ ، ونفّذها أشقى الناس عبد الرحمن بن ملجم المراديّ ، حيث اغتاله صبيحة اليوم التاسع عشر من شهر رمضان