كانوا يلقّبونه بالعدل ؛ لأن قريشا بأجمعها كانت تكسو الكعبة في الجاهليّة من أموالها ؛ سنة ، وكان عبد الله يكسوها من أمواله الخاصة سنة.
لمّا دخل النبي صلىاللهعليهوآله مكّة فاتحا لها في السنة الثامنة من الهجرة كان المترجم له على كفره وشركه ، وخوفا على حياته من المسلمين استجار بأمّ هاني بنت أبي طالب عليهالسلام ، فأراد الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام قتله ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : يا عليّ! قد أجرنا من أجارت أمّ هاني ، ثم أسلم وصحب النبي صلىاللهعليهوآله ، وتزوّج من خديجة بنت الزبير بن العوام.
وبعد أن أسلم ولّاه النبي صلىاللهعليهوآله على الجند في اليمن ، ولم يزل على ولايته حتى زمان عمر بن الخطاب ، فأضاف إليه ولاية صنعاء ، وفي عهد عثمان بن عفان بقي عليها.
لمّا حوصر عثمان جاء من اليمن لينصره ، فسقط من دابته قرب مكّة فمات في السنة الخامسة والثلاثين للهجرة.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله ، وروى عنه جماعة.
كان اسمه في الجاهليّة بحيرا ، فلما أسلم سمّاه النبي صلىاللهعليهوآله عبد الله.
القرآن الكريم وعبد الله بن أبي ربيعة
قتل أبوه يوم بدر كافرا ، فتوجّه هو وجماعة من المشركين الذين هلك آباؤهم في ذلك اليوم إلى أبي سفيان ليحرّضوه على حرب النبي صلىاللهعليهوآله ، ويعينهم بأمواله على النبي صلىاللهعليهوآله ، فنزلت فيه وفيهم الآية ٣٦ من سورة الأنفال : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ....)(١)
__________________
(١). اسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٩٤ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٢ ، ص ٢٩٨ و ٢٩٩ ؛ اسد الغابة ، ج ٣ ، ص ١٥٥ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٣٠٥ ؛ الأغاني ، ج ١ ، ص ٣١ و ٣٢ وج ٨ ، ص ٥٣ وج ١٤ ، ص ١٢ وج ٢٠ ، ص ٣ ؛ أنساب الأشراف ، ج ١ ، ص ٢٣٢ ـ ٢٣٤ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ٧٠ وج ٤ ، ص ١١ ؛ تاريخ الإسلام (السيرة النبوية) ، ص ١٩١ ـ ١٩٣ و (المغازي) ، ص ١٢٩ ـ ١٣١ و ١٦٨ و (عهد الخلفاء الراشدين) ، ص ٤٦٥ ـ ٤٦٧ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣١١ و ٣٤٤ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٣٩٠ و ٤١٣ و ٦٠٢ ؛ التاريخ الكبير ، للبخاري ، ج ٥ ، ص ٩ و ١٠ ؛ تاريخ اليعقوبى ، ج ٢ ، ص ٥٩