الناس منه وأنت معه ، وكيف به إذا خلا بهم وأنت لاق ربك فسائلك عن رعيّتك؟
وبعد موت أبي
بكر بايع عمر وحظي لديه ، فكان يستشيره في أموره.
وبعد موت عمر
بايع عثمان ، وكان عثمان لا يثق به ويعتقد بأنّه يحرّض الناس عليه ؛ طمعا
بالخلافة.
كان من
المنحرفين عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام والمخالفين له ، فلمّا هلك عثمان سارع إلى مبايعة
الإمام عليهالسلام ؛ كرها وخوفا على نفسه.
وبعد مقتل
عثمان بأربعة أشهر سار هو والزبير بن العوّام إلى مكّة ، واتصلا بعائشة ، واتّفقا
معها على شنّ الحرب عليه ، فكان أوّل من نكث بيعة الإمام عليهالسلام ، فكانت وقعة الجمل بين عائشة وطلحة والزبير وأعوانهم
من جهة وعساكر الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام من جهة أخرى.
وفي ابتداء
المعركة دعا الإمام عليهالسلام الزبير وقال له : ما جاء بك؟ لا أراك لهذا الأمر أهلا ،
ثم قال عليهالسلام لطلحة : أجئت بعرس النبي صلىاللهعليهوآله تقاتل بها وخبّيت عرسك في البيت ، أما بايعتماني؟ قالا
: بايعناك والسيف على عنقنا. فدعا الإمام عليهالسلام عليهما فقتلا ذليلين.
انتهت المعركة
بهزيمة جيش المرأة وأعوانها ومقتل طلحة في جمادى الأولى في السنة السادسة
والثلاثين من الهجرة ، وقيل : أصابه مروان بن الحكم بسهم في رجله أثناء المعركة ،
فهرب مجروحا إلى البصرة ودمه ينزف إلى أن هلك ، ودفن بها في قنطرة قرّة ، وبعد
ثلاثين سنة استخرج رفاته ونقل إلى الهجريين بالبصرة فدفن هناك.
هلك وهو ابن ٦٠
سنة ، وقيل : ٦٤ سنة ، وقيل : ٦٢ سنة ، وقيل : ٥٨ سنة.
وبعد أن انتصر
الإمام عليهالسلام في معركة الجمل أخذ يستعرض القتلى ، فلما مرّ بطلحة قال
عليهالسلام : هذا الناكث بيعتي والمنشئ للفتنة في الأمّة ، والمجلب
عليّ ، والداعي إلى قتلي وقتل عترتي ، ثم قال عليهالسلام : أجلسوا طلحة ، فأجلس ، فقال عليهالسلام : يا طلحة بن عبيد الله! لقد وجدت ما وعدني ربّي حقا ،
فهل وجدت ما وعدك ربّك حقا؟ ثم قال عليهالسلام : أضجعوا طلحة.