كان محبّا للبناء والعمران ، فأنشأ المدن والأسوار والقصور والعمارات والهياكل في فلسطين واليمن وسائر أنحاء مملكته ، منها : بيت الرب ، وبيت الملك ، وجازر ، وحاصور ، وبيت حورون العلى ، ومجدو ، وبعلة ، وسور بيت المقدس وغيرها ، ومن أشهر الهياكل التي أقامها : الهيكل الضخم الذي بناه في فلسطين ، وعرف بهيكل سليمان ، وجعل في داخله تابوت السكينة ، وبعد أن وضع التابوت في الهيكل وقف أمامه وجموع الإسرائيليين من حوله ، فأخذ يدعو الله ويسبّحه ويقدّسه ، ويذكر منن الباري ورحمته وفضله على قومه ، وطلب منهم أن يرسّخوا إيمانهم بالله ، وبدينه ودين آبائه.
وبعد أن كمل بناء بيت المقدس أقام عيدا ومهر جانا لبني إسرائيل ، وقرّب الذبائح وعمل الولائم ؛ ابتهاجا لإتمام بناء المدينة.
منحه الله كرامات ومعاجز كثيرة ، منها :
الذكاء المفرط ، والإصابة في الحكم ، ومعرفة منطق الطيور على اختلاف أصنافها ، وأعلى مراتب الحكمة ، وتسخير الرياح والسحاب ، فكان يتصرّف بها ما يشاء ، ويتحكم في توجيهها وسرعتها كما ينبغي له ، وأوجد الله له مرآة كان يستطيع رؤية كل ما يريد من خلالها ، وجعل الله سبحانه وتعالى إدارة ملكه في خاتمه ، فكان إذا لبسه حضرته الجنّ والإنس والشياطين والطيور والوحوش ، وصاروا تحت أمره ، فكان يجلس على كرسيّه ، فتأتيه الرياح وتحمله والكرسي وجميع ما عليه من الجنّ والانس والشياطين والدواب والطيور والخيل وغيرها في الهواء إلى المكان الذي يريده ، فكان ينطلق من القدس في الصباح ، ويتجوّل في الهواء ، فيمرّ بإصطخر ، ويقضي ليلته في خراسان ، ثم يعود إلى القدس.
ومن نعم الله عليه : انصهار وسيلان النحاس والحديد بين يديه ؛ لكي يستخدمه في الصناعات وتقوية البنايات والعمارات الضخمة والتماثيل وصنع القدور والجفان الفخمة.
وسخّر له الإنس والجنّ ، فكانوا تحت أمره وطاعته.
في أحد الأيّام قام بتفقّد الطيور فلم يجد الهدهد بينهم ، فلمّا حضر الهدهد سأله عن سبب غيبته ، فأخبره بأنّه مرّ أثناء طيرانه على قوم سبإ ببلاد اليمن ، وأخبره بأنّهم من