ينصحه بعدم مفارقتها ، ولكنّه طلّقها ، فلما اعتدّت أمر الله نبيّه صلىاللهعليهوآله بأن يتزوّجها ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله لزيد : اخطبها لي ، فذهب إليها ، وقال : يا زينب أبشري ، إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله يخطبك ، ففرحت لذلك.
تزوّجها رسول الله صلىاللهعليهوآله ودخل بها في السنة الخامسة ، وقيل : في السنة الثالثة ، وقيل : في السنة الرابعة من الهجرة ، ولها من العمر ٣٥ سنة.
وبعد زواجها من النبي صلىاللهعليهوآله كانت تقول له : إنّي لأدلّ عليك بثلاث ، ما من نسائك امرأة تدلّ بهنّ : جدّي وجدّك واحد ، وزوجنيك الله ، والسفير جبرئيل عليهالسلام.
وكانت تفتخر على نساء النبي صلىاللهعليهوآله وتقول : زوّجكنّ أهلوكنّ ، وزوّجني الله من السماء.
قالت عائشة : ما رأيت امرأة قط خيرا في الدين من زينب ، وأتقى وأصدق حديثا ، وأوصل للرحم ، وأعظم أمانة وصدقة.
روت عن النبي صلىاللهعليهوآله أحد عشر حديثا.
بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله أرسل إليها عمر بن الخطاب ـ أيام حكومته ـ مبلغ اثني عشر ألف درهم ؛ كما فرض لنساء النبي صلىاللهعليهوآله ، فأخذتها وفرّقتها في ذوي قرابتها وأيتامها ، ثم قالت : اللهم! لا يدركني عطاء عمر بن الخطاب بعد هذا.
توفّيت سنة ٢٠ ه ، وقيل : سنة ٢١ ه بالمدينة ، ودفنت بالبقيع ، ونزل في قبرها أسامة بن زيد وابن أخيها محمد بن عبد الله بن جحش ، فكانت أوّل نساء النبي صلىاللهعليهوآله وفاة من بعده ، وعمرها يوم توفّيت كان ٥٣ سنة.
القرآن المجيد وزينب بنت جحش
في أحد الأيّام طلبت من النبي صلىاللهعليهوآله أن يشتري لها بردا يمانيا ، وكان يصعب على النبيّ صلىاللهعليهوآله تلبية طلبها ، فألحّت عليه ، فنزلت فيها الآية ٢٨ من سورة الأحزاب : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها ....)
عند ما أراد النبي صلىاللهعليهوآله أن يزوّجها من زيد بن حارثة امتنعت عن ذلك فنزلت فيها