من أنبياء بني إسرائيل ، وأحد عباد الله الصالحين ، ومن أشراف قومه ، عرف بالتقوى والزهد وطهارة النفس.
كان عالما بالتوراة والإنجيل ، وأعلم علماء بيت المقدس ، وتخرّج على يديه أربعة آلاف عالم قارئ للتوراة.
كان نجّارا ، ويأكل من كسب يده ، وكان أبوه من الأحبار الاثني عشر الذين سجنوا في بابل ثم أطلق سراحهم ، وعادوا إلى فلسطين.
تولّى رئاسة الرهبان والأحبار ـ الإسرائيليين ـ ببيت المقدس ، وكان من خدّام وسدنة معبد هيكل سليمان ، فكان يستلم النذور والهدايا المقدّمة إلى المعبد.
تولّى تربية مريم بنت عمران عليهاالسلام ، بعد أن نذرت أمّها بأن تجعلها من خدّام معبد هيكل سليمان ، فقام بأمرها في المعبد على أحسن وجه.
كان زوج خالة مريم عليهاالسلام ، وقيل : زوج أختها ، وكانت تدعى إيشاع أو اشباع ، وقيل : اليصابات ، وقيل : اليزابت بنت عمران بن ماثان ، وكانت عاقرا ، فلمّا كبر سنّه وشاب رأسه وابيضّت لحيته يئس من زوجته أن تلد له ولدا يرثه ويستخلفه على بني إسرائيل من بعده ، فلجأ إلى الدعاء والتضرّع إلى الله ليرزقه ذريّة طيّبة تقوم مقامه ، فيذهب من الدنيا وهو مطمئن على قومه.
فجاءت المعجزة الإلهيّة ، وأتاه الوحي بأن يمسك عن الكلام مع الناس ثلاثة أيام لا يكلّمهم إلّا رمزا ، فحملت زوجته بيحيى عليهالسلام ، وكان عمره يومئذ ٧٧ سنة ، وقيل : ٦٠ سنة ، وقيل : ٦٥ سنة ، وقيل : ٧٥ سنة ، وقيل : ٧٠ سنة ، وقيل : ٨٥ ، وقيل : ١٢٠ ، وعمر زوجته حينذاك ٩٨ سنة.
حملت زوجته بيحيى عليهالسلام ؛ في الوقت الذي كانت مريم عليهاالسلام حاملا بعيسى عليهالسلام.
ولد يحيى عليهالسلام على رأس ستة أشهر.
ولشدّة عطفه على مريم عليهاالسلام وسعيه في تربيتها أفضل تربية اتّهمه أشرار وسفهاء قومه بارتباطه غير المشروع معها ، ورموه بالفاحشة ظلما وعدوانا ، وزعموا باطلا بأنّ حملها بعيسى عليهالسلام كان منه.