وقصدهم في ديارهم ، ولما اقترب منهم أمر النبي شمويل عليهالسلام طالوت بأن يجهز الجيوش ليصدّ الغزاة ويمنعهم من الوصول إلى ديار الإسرائيليّين.
وفعلا جهّز الملك طالوت جيشا قوامه ستون ألفا ، وقيل : ثمانون ألفا من الإسرائيليّين ، وسار بهم لمقابلة عساكر وحشود جالوت ، وفي الطريق ـ وعند نهر الشريعة الواقع بين الأردن وفلسطين ـ امتحن الله الإسرائيليّين ، فسلط عليهم الظمأ والعطش ، وأوحى إليهم بأن يشربوا من نهر الشريعة بصورة خاصة وكيفية معيّنة ، ولكنّ الإسرائيليّين ـ كعادتهم ـ خالفوا أوامر الله ، وأخذوا يشربون من النهر على خلاف ما أمروا به ، عدا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، بينهم نبي الله داود عليهالسلام ، وهو يومئذ غلام ، شربوا كما أمرهم الله به ، فأمر الله طالوت بقتل المتمرّدين على أوامر السماء.
بدأ القتال بين عساكر جالوت وفلول الإسرائيليّين بقيادة طالوت ، فالتحم الجيشان ، وكانت الغلبة في بادي الأمر لجالوت ؛ إذ سيطر على ساحة القتال ، وكان راكبا على فيل وعلى رأسه تاج مرصّع ، وفي جبهته ياقوتة ، فلم يبرز إليه رجل إلّا وقتله ، ولما رأى داود عليهالسلام كثرة القتلى بين صفوف قومه رمى المترجم له بحجر في رأسه فسقط على الأرض فاحتزّ رأسه.
فلما رأى جيش جالوت مقتل قائدهم لاذوا بالفرار ، وكانت تلك المعركة في غور الأردن ، وقيل : عند قصر أم حكيم قرب مرج الصفر بدمشق.
وبعد تلك الواقعة تسلّم داود عليهالسلام دفّة الحكم في بني إسرائيل.
القرآن العظيم وجالوت
(قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ ...) البقرة ٢٤٩.
(وَلَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَجُنُودِهِ ...) البقرة ٢٥٠.
(فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللهِ وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ ...) البقرة ٢٥١. (١)
__________________
(١). الأخبار الطوال ، ص ١٨ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ٢٥٤ ـ ٢٥٧ ؛ أقرب الموارد ، ج ١ ، ص ١٣٠ ؛