فشكر الله عزوجل له ذلك ، فأعطاه ملك ذلك الملك ، فصار ملكا أو تبّعا من ملوك أو تبابعة اليمن.
كان على دين موسى بن عمران عليهالسلام ، وكان قد سمع من رهبان اليهود بأنّه سيبعث نبيّ في الحجاز يدعى محمّدا ، فآمن بالنبي صلىاللهعليهوآله قبل مبعثه بمئات السنين ، وكان يقول للأوس والخزرج : كونوا في مكّة حتى يخرج النبي محمّد صلىاللهعليهوآله ، أما أنّا فلو أدركته لخدمته ولخرجت معه ناصرا له.
ومن أشعاره في النبي محمّد صلىاللهعليهوآله قوله :
شهدت على أحمد أنّه |
|
رسول من الله باري النسم |
فلو مدّ عمري إلى عمره |
|
لكنت وزيرا له وابن عم |
وجاهدت بالسيف أعداءه |
|
وفرّجت عن صدره كلّ غم |
قال النبي صلىاللهعليهوآله في حقه : لا تسبّوا تبّعا فإنّه كان قد أسلم.
الفترة الزمنيّة التي عاشها المترجم له كانت حوالي القرن الرابع أو الخامس قبل ميلاد السيّد المسيح عليهالسلام ، واتّخذ من مدينتي ظفار ومأرب عاصمتين لمملكته.
وبعد أن حكم ٣٢٦ سنة ـ ولم يكن في حمير أحد حكم أطول مدّة منه ـ ثار عليه جماعة من قومه ـ حمير ـ فقتلوه ، وقيل : قتل على يد أخيه عمرو.
القرآن العظيم وتبع
غزا تبّع في أيّامه يهود المدينة ، وخلّف فيهم الأوس والخزرج ، فلمّا تكاثروا بها أخذوا يتناولون أموال اليهود ، فكان اليهود يقولون لهم : أما لو بعث محمّد صلىاللهعليهوآله لنخرجنّكم من ديارنا وأموالنا ، فلما بعث النبي صلىاللهعليهوآله آمنت به الأوس والخزرج ، وكفرت به اليهود ، فحكت الآية ٨٩ من سورة البقرة ذلك : (وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ....)
ونزلت فيه وفي قومه الآية ٣٧ من سورة الدخان : (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ ....)
ونزلت في قومه الآية ١٤ من سورة ق : (وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌ