لمّا أخذ النبيّ صلىاللهعليهوآله يدعو اليهود إلى الإسلام ويرغّبهم فيه ويحذّرهم غضب البارئ أبوا وكفروا بما جاءهم به ، فقال لهم جماعة من المسلمين : يا معشر اليهود! اتّقوا الله ، فو الله إنّكم لتعلمون أنّه رسول الله ، ولقد كنتم تذكرونه لنا قبل مبعثه ، وتصفونه لنا بصفته ، فردّ عليهم المترجم له ويهوديّ آخر قائلين : ما قلنا لكم هذا قطّ ، وما أنزل الله من كتاب بعد موسى ، ولا أرسل بشيرا ولا نذيرا بعده ، فنزلت جوابا لهما الآية ١٩ من سورة المائدة : (يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ....)(١)
__________________
(١). أسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ص ٣٥٧ ؛ أسباب النزول ، للقاضي ، ص ٨٩ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٠١ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ٢٣٦ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٣ ، ص ١٣١ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٢ ، ص ٧١ و ١٢٢ ؛ تفسير الطبري ، ج ٦ ، ص ١٠٧ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ١ ، ص ٦٢٧ و ٦٩٨ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٩ ، ص ١٢٧ ؛ تفسير المراغي ، المجلد الثاني ، الجزء السادس ، ص ٨٧ ؛ تفسير الميزان ، ج ٥ ، ص ٢٨٥ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٤ ، ص ٢٩٥ وج ٦ ، ص ١٢٠ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ٢٦٩ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ١٦٢ و ٢١٢ و ٢١٣ ؛ مجمع البيان ، ج ٢ ، ص ٩٠٠ ؛ نمونه بينات ، ص ١٦٩.