القرآن الكريم ووحشيّ الحبشيّ :
نزلت فيه الآية ٤٨ من سورة النساء : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً.)
لمّا وفد على النبيّ صلىاللهعليهوآله وأبدى توبته وندمه واستجار بالنبيّ صلىاللهعليهوآله ، قال : يا محمّد! أتيتك مستجيرا فأجرني حتّى أسمع كلام الله ، وإنّي أشركت بالله ، وقتلت النفس التي حرّم الله تعالى ، وزنيت ، هل يقبل الله منّى توبة؟ فنزلت الآية ٦٨ من سورة الفرقان : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً.)
ونزلت كذلك الآية ٦٩ من نفس السورة : (يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً.)
ونزلت فيه أيضا الآية ٧٠ من السورة المذكورة : (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً.)
فلمّا سمع وحشيّ الآية المذكورة قال : أرى شرطا فلعلّي لا أعمل صالحا ، أنا في جوارك حتّى أسمع كلاما ، فلمّا نزلت الآية ٤٨ من سورة النساء ـ والتي ذكرناها سابقا ـ قال : ولعلّي ممّن لا يشاء ، أنا في جوارك حتّى أسمع كلام الله ، فنزلت الآية ٥٣ من سورة الزمر : (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ،) فلمّا سمع تلك الآية قال : الآن لا أرى شرطا فأسلم. (١)
__________________
(١). أسباب النزول ، للسيوطي ـ آخر تفسير الجلالين ـ ص ٦٢٠ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ٢٧٨ و ٣٠٨ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ج ٣ ، ص ٦٤٤ ؛ اسد الغابة ، ج ٥ ، ص ٨٣ و ٨٤ ؛ الاصابة ، ج ٣ ، ص ٦٣١ ؛ الأعلام ، ج ٨ ، ص ١١١ ؛ أعلام قرآن ، ص ٧٠٠ ؛ الأغاني ، ج ١٤ ، ص ١٢ و ١٣ و ١٩ و ٢٠ ؛ الاكمال ، ج ٧ ، ص ٣٠٠ ؛ أيام العرب في الاسلام ، ص ٣٦ و ٣٩ ؛ البداية والنهاية ، ج ٤ ، ص ١٢ و ١٨ و ٢١ و ٣٩ وراجع فهرسته ؛ بلوغ الارب ، ج ٢ ، ص ٦٢ ؛ تاج العروس ، ج ٤ ، ص ٣٦٢ ؛ تاريخ الاسلام ، (المغازى) ص ١٦٩ و ١٨١ و ١٨٢ و ١٨٧ و (عهد الخلفاء الراشدين) ، ص ٣٩ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ،