وأمرنا بالنظر في المراحل التي يمر بها الإنسان منذ أن يكون نطفة حتى يصبح جنينا سوي الخلق ، ثم حتى يدركه الموت ، ويبعث يوم القيامة :
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ. ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ. ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً (٥٣) فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ. ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ. ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ). (٥٤)
فالله ـ جل جلاله ـ هو خالق الأحياء ، وهو الذي يحفظ حياتهم ولا يمكن لغيره أن يخلق أتفه الحشرات :
(يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ). (٥٥)
٦ ـ دليل القدرة والطاقة :
لقد اكتشف العلماء في هذا الكون ملايين المجرات ، وفي كل منها مئات الألوف من النجوم ، وهذه النجوم تنطلق منها طاقات هائلة على شكل ضوء وحرارة منذ آلاف الملايين من السنين. ولا يمكن لهذه الطاقة أن تنطلق بنفسها ؛ فالعلماء يعملون سنوات طويلة لبناء مصنع يولد الطاقة من الفحم أو النفط أو نتيجة لانفجار الذرة أو التحام الذرات أو غير ذلك ، ومهما كان هذا المصنع من الضخامة فإن الطاقة التي يولدها تكون محدودة ، ولا يصلح للعمل أكثر من سنوات لا تبلغ مدة حياة الإنسان على هذه الأرض ولا بد من إله خلق الشموس والنجوم ، وجعلها تشع الضوء وتنشر الدفء بالمقدار اللازم للحياة
(وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً) (٥٦)
(تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً). (٥٧)
٧ ـ دليل الوحي :
ورغم وضوح الأدلة والبراهين العقلية والعلمية المنتشرة في هذا الكون الفسيح على وجود الخالق ، فإنه سبحانه أوحى إلى بعض عباده ليدلوهم على ربهم ، ويهدوهم إلى الإيمان به. وسنبين ذلك في موضوع الإيمان بالكتب والرسل.