«لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» (١٢٩).
ومن المؤمنين من يقدم لغيره ما يحتاج إليه ، ويصل بذلك إلى أسمى الفضائل وأنبل التضحيات. وهذا هو الإيثار الذي أثنى الله على المتصفين به من الأنصار وغيرهم بقوله :
(وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ (١٣٠) وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ (١٣١) فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (١٣٢)
وقد نهى الله عن مغالاة المرء بعواطفه وانفعالاته ، وأرشد إلى ما يجعلها متوسطة الشدة متزنة. قال سبحانه :
(لا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) (١٣٣)
كما أمر الرسول صلىاللهعليهوسلم بالرفق والاعتدال في الحب والبغض
عن أبي هريرة رضي الله عنه ـ عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما» (١٣٤)
وسيأتي في بحث الأخلاق بيان كيفية معالجة الغضب والحد من نزواته وغيره من الانفعالات ، فلا نطيل بذكرها الآن.
* * *