والصالحون يدخلون الجنة ، ويجتمعون فيها بأزواجهم وذرياتهم وأصحابهم الصالحين ، وينعمون فيها أبدا. أما المجرمون فيدخلون النار ، ويعذبون فيها أبدا.
(يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ. الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ. ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ (٣٠٨) يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ (٣٠٩) وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ. وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ. لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ. إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ. لا يُفَتَّرُ (٣١٠) عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (٣١١) وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ. وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ (٣١٢) لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ). (٣١٣)
الآثار التربوية :
للإيمان باليوم الآخر أعظم الآثار التربوية بعد الإيمان بالله ، فهو يجعل الإنسان صالحا طيلة حياته ، يفعل الخير في جميع أحواله ، ويريده لكل الناس حتى الذين يقابلونه بالشر ، لعلمه بأن كل واحد يجازى على عمله.
وهو يجعل الشخص يتحمل المسؤولية ، ويقوم بالواجب على أكمل وجه ويجعله يصبر على الشدائد ، ويحتمل المشاق لتحقيق ما يعود عليه وعلى غيره بالنفع. ثم إنه يوجه إرادته نحو ما هو خير ، ويضبط غرائزه ويتحكم في دوافعه ؛ فلا يفعل إلا ما يرضي الله عزوجل.
والإيمان باليوم الآخر يجعل المرء حريصا على قول الحق وتأييد العدل ونصرة المظلوم ومساعدة الضعيف ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لأن الله أمره بهذه الأعمال ، ووعده بالمثوبة عليها.
ويجعل المؤمن ـ يجاهد بماله ونفسه في سبيل الله لرد العدوان وقمع الظلم ونشر الدين ، لإيمانه بأن ما ينفقه من ماله يجده أحوج ما يكون إليه ، وأنه إذا جاد بنفسه في سبيل الله فإن روحه تصعد إلى بارئها ، وتكون جنات الفردوس مثواها.
وهذا ما يجعل المجتمع في غاية القوة والصلاح ، ويجعل الأمة في أوج العزة والمنعة