الثقل ويختص الوقر بحمل البغل والحمار وأما الجمل فالوسق (١).
(أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) أي : أباطيل الأولين الواحد أسطورة بالضم وإسطارة بالكسر والسّطر والسّطر ويجمع على أسطار ويجمع على أساطير.
(نَفَقاً فِي الْأَرْضِ) النفق : الشق في الأرض وهو السّرب بالفتح ـ وله مكان يخلص إلى غيره ومنه النافقاء إحدى جحر اليربوع إذا طلبه الصائد من جحر خرج من الآخر ومن هذه المادة النفاق.
(فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ) أي : آيسون ، والإبلاس : الإياس ، وقيل : لفظ إبليس مشتق من هذه المادة وهو مشكل لكونه أعجميا.
(فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ) أي : آخر من بقى منهم.
(أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً) : فرقا يدين بعضهم بخلاف ما يدين به البعض كاليهود والنصارى.
(أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ) أي : ترهن حتى لا محيص لها وقيل : أصل البسل : المنع وقيل : الحرام والإبسال : التحريم.
قال الشاعر :
أجارتكم بسل علينا محرم |
|
وجارتنا حل لكم وحليلها |
وقيل : يبسل أي : يسلم وتقدير الآية : أن لا تبسل كقوله تعالى : (أَنْ تَضِلُّوا) أي : أن لا تضلوا.
(أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا) أي : رهنوا وقيل : حرموا الثواب أو منعوه وسمّي الرجل الشجاع : باسلا والشجاعة : البسالة إما لكونه محرما على أقرانه أن ينالوه بمكروه أو لمنعه ما تحت يده عن أعدائه ومنه أبسلت المكان : حفظته والبسلة : أجرة الراقي لقوله : جعلته مبسّلا أي : محرما (٢) وبسلت الحنظل أي : أزلت مرارته والمعنى أزلت ما كان يمنع من أكله وهي مرارته والمستبسل : الموطّن نفسه
__________________
(١) الوسق هو حمل البعير ، والوقر : حمل البغل أو الحمار.
(٢) قول الراقي أبسلت فلانا : أي : جعلته بسلا أي : شجاعا قويا على مدافعة الشيطان أو الحيات والهوام أو جعلته مبسلا أي : محرما عليها وسمي ما يعطى الراقي : بسلة ـ وحكي بسلت الحنظل أي : طيبته فإن يكن صحيحا فمعناه أزلت بسالته أي : شدته أو بسله أي : تحريمه وهو ما فيه من المرارة الجارية مجرى كونه محرما.