سورة العنكبوت
(الم أَحَسِبَ النَّاسُ) الحسبان : الظن تقول : حسب يحسب ويحسب.
(وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) الإفتان : الاختبار ، تقول فتنت الدينار إذا اختبرته.
(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ) الوصية : الأمر هاهنا.
(فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) النادي : مجلس القوم ولا يقال له : ناد إلا إذا كان فيه الناس ، ويقال : نديّ ومنتدى ، والندوة ، ويقال : ندوت إذا حضرت النادي وانتديت ، والجمع : أندية والمنكر عن ابن عباس (١) : الحذف بالحصى والرمي بالبنادق والفرقعة ومضغ العلك والسواك بين الناس وحلّ الإزار والسباب والفحش في المزاح. وعن عائشة : كانوا يتضارطون وقيل : السخرية بمن مر بهم ، وقيل : المجاهرة في ناديهم بذلك العمل.
(وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً) الذرع : الطاقة ، وقد جعلت العرب ضيق الذراع عبارة عن فقد الطاقة ، كما قالوا : رحب الذراع بكذا إذا كان مطيقا له.
(رِجْزاً) : الرجز والرجس : العذاب ؛ من قولهم : ارتجز البعير وارتجس إذا اضطرب لما يلحق المعذب من القلق.
(وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ) قيل الرجا هاهنا بمعنى : الخوف.
(فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ) : الرجفة : الزلزلة.
(وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ) : ممكّنين من النظر والافتكار أو على بصيرة من الأمر لأن الله تعالى قد بيّن لهم على ألسنة الرسل.
(سابِقِينَ) : فائتين (٢).
(وَكَأَيِّنْ) : بمعنى كم موضوعة للتكثير.
(وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ) أي : الحياة.
__________________
(١) قالت أم هانئ : سألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن قول الله عزوجل : (تَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) قال : " كانوا يخذفون من يمر بهم ويسخرون منه فذلك المنكر الذي كانوا يأتونه" رواه أحمد والحاكم وصححه الترمذي وابن أبي الدنيا في الصمت.
(٢) هذا أرجح أقوال أهل العلم في معنى : سابقين.