هو المجتبى يغدو على النّاس كلّهم |
|
قريبا غريبا مستمالا مؤمّلا |
(هو) أي : الموصوف بما ذكر (المجتبى) أي : المختار عند الله (يغدو على النّاس كلّهم قريبا) من ربه (غريبا) في الناس ؛ لقلة من يسير على طريقته.
وفي الحديث : «بدأ الإسلام غريبا ثم يعود كما بدأ ، فطوبى للغرباء» قيل : يا رسول الله ، ومن الغرباء؟ قال : «الذين يصلحون إذا فسد الناس» (١) ، وفي لفظ قال : «أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير ، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم» (٢) رواهما أحمد وغيره.
(مستمالا) يستميله الناس / (٣) إلى مودتهم (٤) (مؤمّلا) يؤملونه لكل نفع يرجونه.
يعدّ جميع النّاس مولى لأنّهم |
|
على ما قضاه الله يجرون أفعلا |
(يعدّ) هذا المذكور أي : يحسب ويعتقد (جميع النّاس مولى) أي : عبدا لله ، فلا يرى لأحد منهم نفعا ولا ضرّا ، أو سيدا ؛ فلا يحتقر منهم عاصيا أو مطيعا (لأنّهم على ما قضاه الله يجرون أفعلا) تمييز عن الفاعل ، / (٥) والأصل : تجري أفعالهم ، وأفعل : جمع فعل ، وأفرد (مولى) اعتبارا بلفظ جميع.
يرى نفسه بالذّمّ أولى لأنّها |
|
على المجد لم تلعق من الصّبر والألا |
(يرى نفسه بالذّمّ أولى) من الناس ؛ لاشتغاله بعيوب نفسه عن عيوبهم ؛ (لأنّها على) تحصيل (المجد) الأخروي (٦) (لم تلعق من الصّبر والألا) هو نبت مرّ ، واحده «ألاة» كنّى بذلك عن احتمال المكاره ، وفي الحديث : «حفت الجنة / [١٩ / ك] بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات» (٧) رواه الشيخان.
__________________
(١) المسند (١٦٢٤٩) ، وهو في الصحيحة (١٢٧٣).
(٢) المسند (٦٦١٢) ، وهو في صحيح الجامع (٣٩٢١).
(٣) [٩ أ / ز].
(٤) في د ، ك : مودته.
(٥) [١٢ أ / د].
(٦) سقط من د.
(٧) مسلم (٢٨٢٣) ، والترمذي (٢٥٥٩). من حديث أنس.