وقد قيل كن كالكلب يقصيه أهله |
|
وما يأتلى فى نصحهم متبذّلا |
(وقد قيل) أي : قال بعض الحكماء (كن) مع الله (كالكلب) مع أهله فإنه (يقصيه أهله) أي : يبعدونه ، ويضربونه (١) (وما يأتلي) أي : يقيم (٢) (فى نصحهم متبذّلا) بالمعجمة ، أي : [فاعلا لجليل](٣) النصح ، وحقيره ، فكذلك لا تقصر في خدمة مولاك ، ونصحه بطريقه ، وإن أدبك بمرض أو فقر أو جوع أو غير ذلك من وجوه المحن ، وهذا البيت مأخوذ من أثر أخرجه أبو نعيم في «الحلية» : «عن وهب بن منبه : أن رجلا قال لراهب : أوصني ، فقال : انصح لله نصح الكلب لأهله ، فإنهم يجيعونه ويضربونه ويطردونه ، ويأبى إلا (٤) أن ينصح لهم» (٥).
لعلّ إله العرش يا إخوتى يقي |
|
جماعتنا كلّ المكاره هوّلا |
(لعلّ إله العرش يا إخوتى يقي جماعتنا كلّ المكاره) الدنيوية والأخروية (هوّلا) حال ، أي : مفزعة ، جمع : هائل وهائلة ، من : هالني (٦) الشيء أفزعني.
ويجعلنا ممّن يكون كتابه |
|
شفيعا لهم إذ ما نسوه فيمحلا |
(ويجعلنا ممّن يكون كتابه شفيعا لهم إذ ما نسوه) بترك العمل به (فيمحلا) أي : يشين بهم ، ويبلغ أفعالهم القبيحة.
وبالله حولى واعتصامى وقوّتى |
|
ومالى إلّا ستره متجلّلا |
(وبالله) لا غيره (حولي) أي : امتناعي عن الشر (واعتصامي) أي : تحولي عن المعصية (وقوّتي) على الطاعة والخير (وما لى إلّا ستره) حال كوني (٧) (متجلّلا) به ، أي : متغطيا.
__________________
(١) في ز : ويضرونه.
(٢) في ك : ينقم.
(٣) في ك : فاعل الجليل.
(٤) سقط من ز.
(٥) حلية الأولياء (٤٧٠٤ ، ٤٧٥٠ ، ٩٧٩٣). والزهد لأحمد (٥٠٩) ، ومصنف ابن أبي شيبة (٣٤٥٠٠).
(٦) في د : أهالني.
(٧) في ز : كونه.