(إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (٩٥) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٩٦) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ (٩٧) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (٩٨) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) (٩٩)
٩٥ ـ (إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) الجمهور على أنها نزلت في خمسة نفر كانوا يبالغون في إيذاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم والاستهزاء به ، فأهلكهم الله وهم الوليد بن المغيرة (١) مرّ بنبّال فتعلق بثوبه سهم فأصاب عرقا في عقبه فقطعه فمات ، والعاص بن وائل (٢) دخل في أخمصه شوكة فانتفخت رجله فمات ، والأسود بن المطلب (٣) عمي ، والأسود بن عبد يغوث (٤) جعل ينطح رأسه بالشجرة ويضرب وجهه بالشوك حتى مات ، والحارث بن قيس (٥) امتخط قيحا ومات.
٩٦ ـ (الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) عاقبة أمرهم يوم القيامة.
٩٧ ـ (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ) فيك ، أو في القرآن ، أو في الله.
٩٨ ـ (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ) فافزع فيما نابك إلى الله ، والفزع إلى الله هو الذكر الدائم وكثرة السجود يكفك ويكشف عنك الغمّ.
٩٩ ـ (وَاعْبُدْ رَبَّكَ) ودم على عبادة ربّك (حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) أي الموت يعني ما دمت حيا فاشتغل بالعبادة ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة (٦).
__________________
(١) الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم أبو عبد شمس ، من قضاة العرب في الجاهلية ومن زعماء قريش والد خالد بن الوليد ، ولد عام ٩٥ ق. ه ومات عام ١ ه (الأعلام ٨ / ١٢٢).
(٢) العاص بن وائل بن هاشم السهمي ، من قريش ، أحد الحكام في الجاهلية ، أدرك الإسلام وظل على الشرك ومات عليه نحو ٣ ه ، والد عمرو بن العاص (الأعلام ٣ / ٢٤٧).
(٣) الأسود بن المطلب من بني أسد بن عبد العزى بن قصي ، أبو زمعة ، كان من المستهزئين دعا عليه النبي صلىاللهعليهوسلم بالعمى فعمي. في النسفي : الأسود بن عبد المطلب. والتصويب من الطبري.
(٤) الأسود بن عبد يغوث بن عبد مناف بن زهرة وهو ابن خال رسول الله صلىاللهعليهوسلم مات من استسقاء بطنه.
(٥) الحارث بن قيس بن عدي بن سهم من خزاعة من أشراف قومه كان من المستهزئين بكتاب الله وسنة نبيه ، والخمسة ماتوا قبل بدر (الطبري في التفسير).
(٦) الطبري في تفسيره من حديث حذيفة بهذا اللفظ.