(وَآتَيْناهُمْ آياتِنا فَكانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (٨١) وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ (٨٢) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (٨٣) فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (٨٤) وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (٨٥) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (٨٦) وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) (٨٧)
ومن معه من المؤمنين ، كما قيل الخبيبون في ابن الزبير (١) وأصحابه.
٨١ ـ (وَآتَيْناهُمْ آياتِنا فَكانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ) أي أعرضوا عنها ولم يؤمنوا بها.
٨٢ ـ (وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً) أي ينقبون في الجبال بيوتا ، أو يبنون من الحجارة (آمِنِينَ) لوثاقة البيوت واستحكامها من أن تنهدم ، ومن نقب اللصوص والأعداء ، أو آمنين من عذاب الله يحسبون أنّ الجبال تحميهم منه.
٨٣ ـ (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ) العذاب (مُصْبِحِينَ) في اليوم الرابع وقت الصبح.
٨٤ ـ (فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) من بناء البيوت الوثيقة واقتناء الأموال النفيسة.
٨٥ ـ (وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِ) إلا خلقا ملتبسا بالحقّ لا باطلا وعبثا ، أو بسبب العدل والانصاف يوم الجزاء على الأعمال (وَإِنَّ السَّاعَةَ) أي القيامة لتوقعها كلّ ساعة (لَآتِيَةٌ) وإنّ الله ينتقم لك فيها من أعدائك ، ويجازيك وإياهم (٢) على حسناتك وسيئاتهم ، فإنه ما خلق السماوات والأرض وما بينهما إلّا لذلك (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) فاعرض عنهم إعراضا جميلا بحلم وإغضاء ، قيل هو منسوخ بآية السيف ، وإن أريد به المخالفة فلا يكون منسوخا.
٨٦ ـ (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ) الذي خلقك وخلقهم (الْعَلِيمُ) بحالك وحالهم ، فلا يخفى عليه ما يجري بينكم ، وهو يحكم بينكم.
٨٧ ـ (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً) أي سبع آيات ، وهي الفاتحة ، أو سبع سور ، وهي الطوال ، واختلف في السابعة ، فقيل الأنفال وبراءة لأنهما في حكم سورة بدليل عدم
__________________
(١) ابن الزبير : هو عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي ، أبو بكر ، فارس قريش في زمنه ، وأول مولود في المدينة بعد الهجرة. بويع له بالخلافة سنة ٦٤ ه عقيب موت يزيد بن معاوية. حكم تسع سنوات. قتل في مكة عام ٧٣ ه (الأعلام ٤ / ٨٧).
(٢) ليس في (أ) وإياهم.