(قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (٧٣) فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ (٧٤) إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) (٧٥)
سنة ، هذا مبتدأ وبعلي خبر (١) ، وشيخا حال والعامل معنى الإشارة التي دلت عليه ذا ، أو معنى التنبيه الذي دل عليه ها (٢) (إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ) أن يولد ولد من هرمين ، وهو استبعاد من حيث العادة.
٧٣ ـ (قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ) قدرته وحكمته ، وإنما أنكرت الملائكة تعجّبها لأنها كانت في بيت الآيات ومهبط المعجزات والأمور الخارقة للعادات ، فكان عليها أن تتوقر ولا يزدهيها ما يزدهي سائر النساء الناشئات في غير بيت النبوة ، وأن تسبّح الله وتمجده مكان التعجب ، وإلى ذلك أشارت الملائكة حيث قالوا (رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ) أرادوا أنّ هذه وأمثالها مما يكرمكم به ربّ العزة ويخصّكم بالإنعام به يا أهل بيت النبوة ، فلست (٣) بمكان عجيب ، وهو كلام مستأنف علّل به إنكار التعجّب ، كأنه قيل إياك والتعجّب لأنّ أمثال هذه الرحمة والبركة متكاثرة من الله عليكم. وقيل الرحمة : النبوة ، والبركات الأسباط من بني إسرائيل ، لأن الأنبياء منهم وكلّهم من ولد إبراهيم ، وأهل البيت نصب على النداء ، أو على الاختصاص (إِنَّهُ حَمِيدٌ) محمود بتعجيل النّعم (مَجِيدٌ) ظاهر الكرم بتأجيل النّقم.
٧٤ ـ (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ) الفزع وهو ما أوجس من الخيفة حين نكر أضيافه (وَجاءَتْهُ الْبُشْرى) بالولد (يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ) أي لما اطمأن قلبه بعد الخوف وملئ سرورا بسبب البشرى فرغ (٤) للمجادلة. وجواب لمّا محذوف تقديره أقبل يجادلنا ، أو يجادلنا جواب لمّا وإنما جيء به مضارعا لحكاية الحال ، والمعنى يجادل رسلنا ومجادلته إياهم أنهم قالوا : إنّا مهلكو أهل هذه القرية ، فقال : أرأيتم لو كان فيها خمسون مؤمنا أتهلكونها؟ قالوا : لا ، قال فأربعون؟ قالوا : لا ، قال فثلاثون؟ قالوا : لا حتى بلغ العشرة ، قالوا : لا ، قال أرأيتم إن كان فيها رجل واحد مسلم أتهلكونها؟ قالوا : لا ، فعند ذلك قال : إن فيها لوطا ، قالوا : نحن أعلم بمن فيها لننجينّه وأهله.
٧٥ ـ (إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ) غير عجول على كلّ من أساء إليه ، أو كثير الاحتمال
__________________
(١) في (ظ) و (ز) خبره.
(٢) ليست في (ظ) و (ز) هذا.
(٣) في (ظ) و (ز) فليست.
(٤) في (ز) فزع.