لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٩١) وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ (٩٢) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِياءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَطَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (٩٣)
(أَلِيمٌ) في الدنيا بالقتل وفي الآخرة بالنار.
٩١ ـ (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ) الهرمى والزّمنى (وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ) هم الفقراء من مزينة وجهينة وبني عذرة (حَرَجٌ) إثم وضيق في التأخر (إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ) بأن آمنوا في السرّ والعلن وأطاعوا كما يفعل الناصح بصاحبه (ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ) المعذورين الناصحين (مِنْ سَبِيلٍ) أي لا جناح عليهم ولا طريق للعاتب (١) عليهم (وَاللهُ غَفُورٌ) يغفر تخلّفهم (رَحِيمٌ) بهم.
٩٢ ـ (وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ) لتعطيهم الحمولة (قُلْتَ) حال من الكاف في أتوك ، وقد قبله مضمرة ، أي إذا ما أتوك قائلا (لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا) هو جواب إذا (وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ) أي تسيل ، كقولك تفيض دمعا وهو أبلغ من يفيض دمعها ، لأنّ العين جعلت كأنّ كلها دمع فائض ، ومن للبيان كقولك أفديك من رجل ، ومحلّ الجار والمجرور النصب على التمييز ، ويجوز أن يكون قلت لا أجد استئنافا ، كأنه قيل إذا ما أتوك لتحملهم تولّوا فقيل ما لهم تولّوا باكين ، فقيل قلت لا أجد ما أحملكم عليه إلّا أنه وسط بين الشرط والجزاء كالاعتراض (حَزَناً) مفعول له (أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ) لئلّا يجدوا ما ينفقون ، ومحلّه نصب على أنه مفعول له وناصبه حزنا ، والمستحملون أبو موسى الأشعري (٢) وأصحابه ، أو البكاؤون وهم ستة نفر من الأنصار.
٩٣ ـ (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ) في التخلّف (وَهُمْ أَغْنِياءُ) وقوله (رَضُوا) استئناف كأنه قيل ما بالهم استأذنوا ، وهم أغنياء فقيل رضوا (بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ
__________________
(١) في (ز) للعتاب.
(٢) أبو موسى الأشعري : هو عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب ، أبو موسى ، من بني الأشعر من قحطان ، صحابي من الشجعان الولاة الفاتحين وأحد الحكمين اللذين رضي بهما علي ومعاوية بعد حرب صفين ولد عام ٢١ ق. ه ومات عام ٤٤ ه (الأعلام ٤ / ١١٤).