ثُمَّ
أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٢٦) وَإِذْ يَرْفَعُ
إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا
إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٢٧) رَبَّنا وَاجْعَلْنا
مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنا
مَناسِكَنا
____________________________________
عمر الدنيا قصير ،
وأمدها قليل (ثُمَّ أَضْطَرُّهُ) أي أدفعه إلى النار باضطرار منه ، فما من أحد يرضى بالنار (إِلى عَذابِ النَّارِ وَبِئْسَ
الْمَصِيرُ) أي بئس المأوى والمرجع.
[١٢٨]
(وَ) أذكر يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (إِذْ يَرْفَعُ
إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ) أي كان يبني أساس البيت الحرام ، ويرفعه من الأرض ،
ويعاونه في ذلك (وَإِسْماعِيلُ) ابنه ، وهما يقولان في حال البناء (رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا) بناء البيت (إِنَّكَ أَنْتَ
السَّمِيعُ) دعاءنا (الْعَلِيمُ) بما نعمله ونقصده.
[١٢٩]
(رَبَّنا وَاجْعَلْنا
مُسْلِمَيْنِ لَكَ) في جميع أمورنا ، والدعاء بالإسلام ، لا ينافي كونهما كذلك
قبل الدعاء إذ الإسلام كسائر العقائد ، والأعمال بحاجة إلى الاستمرار ، مما لا
يكون إلا بهداية الله وتوفيقه ، فكما أن الابتداء لا يكون إلا بعونه سبحانه ، كذلك
الاستمرار ، كما في (اهْدِنَا الصِّراطَ
الْمُسْتَقِيمَ) (وَ) اجعل (مِنْ ذُرِّيَّتِنا) وأولادنا (أُمَّةً مُسْلِمَةً
لَكَ) والإسلام هو تسليم الأمور إلى الله سبحانه في الاعتقاد
والقول والعمل (وَأَرِنا) أي عرفنا (مَناسِكَنا) جمع منسك ، أي المواضع التي
__________________