التاسع والثلاثون : كلّما كان الإمام غير معصوم أمكن في كلّ تكليف أن يكون قبيحا مع قدرة المكلّف وعلمه و [وجه] (١) وجوب الفعل ؛ لأنّ الإمام إذا أخطأ فيه وهو لطف في التكليف لا يحسن بدونه ، وليس لطفيّته باعتبار ذاته ، بل بإصابته.
لكنّ التكليف الذي كلّف الله تعالى به يستحيل [أن يكون] (٢) قبيحا.
الأربعون : إمامة غير المعصوم تستلزم شدّة حاجة المكلّف ، وكلّ ما استلزم شدّة الحاجة استحال أن يحصل به الغنى ، وكلّ ما استحال أن يحصل [به الغنى] (٣) كان نصبه [للغنى] (٤) محالا.
بيان الاستلزام : أنّ المكلّف محتاج إلى [المقرّب] (٥) ، وإلى من يحصّل له الإصابة ، وإلى رئيس يحفظه من جور غيره عليه ودفع الظلم من القوي ، فإذا كان الإمام غير معصوم احتاج إلى معرّف أنّه إنّما [دعاه] (٦) إلى الطاعة ودفع ظلمه إن ظلمه ؛ فلأنّ التكليف باتّباع الإمام زيادة في التكليف.
لكنّ معرفة صواب ذلك لا يصلح من الإمام ؛ لاحتماله الخطأ ، فلا بدّ من [معرّف] (٧) آخر.
الحادي والأربعون : الإمامة زيادة تكليف للإمام مع جواز خطئه وكونه غير معصوم ، فحاجته إلى إمام أزيد من حاجة المكلّف.
الثاني والأربعون : [الإمام] (٨) إذا كان في التكليف المتعلّق بنفسه يحتاج إلى
__________________
(١) من «ب».
(٢) من «ب».
(٣) في «أ» و «ب» : (بالغنى) ، وما أثبتناه للسياق.
(٤) في «أ» : (بالغنى) ، وما أثبتناه من «ب».
(٥) في «أ» : (القرب) ، وما أثبتناه من «ب».
(٦) في «أ» : (ادّعاه) ، وما أثبتناه من «ب».
(٧) في «أ» و «ب» : (مقرّب) ، وما أثبتناه من هامش «ب».
(٨) زيادة اقتضاها السياق.