البحث السادس : في أنّ نصب الإمام واجب
والنظر في : الوجوب ، وكيفيّته ، وطريقه ، ومحلّه ، وإبطال كلام الخصم.
النظر الأوّل : في الوجوب
العقلاء كافة على الوجوب في الجملة ، خلافا للأزارقة (١) والصفرية (٢) وغيرهم من الخوارج (٣) (٤).
والدليل على الوجوب مطلقا أنّ الإمامة لطف ، وكلّ لطف واجب.
__________________
(١) الأزارقة : فرقة من فرق الخوارج اتّخذت اسمها من نافع بن الأزرق المكنّى بأبي راشد. ويزعمون أنّ دار مخالفيهم دار كفر ، وأنّ مخالفيهم من أهل القبلة مشركون ، وكلّ من لم يكن على مذهبهم فدمه ودم زوجته وولده حلال. ويعتقدون بأمور وبدع ثمان يطول الكلام فيها. مقالات الإسلاميين : ٨٦ ـ ٨٧ الفرق بين الفرق : ٨٢ ـ ٨٦ الملل والنحل ١ : ١١٨ ـ ١٢٢. اعتقادات فرق المسلمين والمشركين : ٢١.
(٢) الصفريّة : هم أتباع زياد بن الأصفر ، وقولهم ـ في الجملة ـ كقول الأزارقة في أنّ أصحاب الذنوب مشركون ، غير أنّ الصفريّة لا يرون قتل أطفال مخالفيهم ونسائهم. وقد زعمت فرقة من الصفريّة أنّ ما كان من الأعمال عليه حدّ واقع لا يسمّى صاحبه إلّا بالاسم الموضوع له ، كزان ، وسارق ، وقاذف ، وقاتل عمد ، وليس صاحبه كافرا ولا مشركا ، وكلّ ذنب ليس فيه حدّ كترك الصلاة والصوم فهو كفر وصاحبه كافر. وفرقة أخرى قالت : إنّ صاحب الذنب لا يحكم عليه بالكفر حتّى يرفع إلى الوالي فيحدّه. وعليه صارت الصفريّة على ثلاث فرق. الفرق بين الفرق : ٩٠ ـ ٩١. الملل والنحل ١ : ١٣٧ ـ ١٣٨.
(٣) الخوارج : كلّ من خرج على الإمام الحقّ يسمّى خارجيا ، وأول ظهور للخوارج كان بعد مسألة التحكيم في زمن خلافة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، خرجوا ينادون : لا حكم إلّا لله. وقد افترقت الخوارج عشرين فرقة ، وكان يجمعهم تكفير عليّ وعثمان وأصحاب الجمل والحكمين ومن رضي بالتحكيم وصوّب الحكمين أو أحدهما. مقالات الإسلاميين : ٨٦ ـ ٨٧ ، الفرق بين الفرق : ٧٢ ـ ٧٤. الملل والنحل ١ : ١١٤ ـ ١١٥.
(٤) انظر : أوائل المقالات (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ٤ : ٣٩. المسلك في أصول الدين : ١٨٨. مقالات الإسلاميين : ١٢٥. كتاب المقالات والفرق : ٨ الفصل في الملل والأهواء والنحل ٤ : ١٤٩. الملل والنحل ١ : ١١٦. الأربعين في أصول الدين ٢ : ٢٥٦.