وكلّ غير معصوم ظالم ، فيجعل صغرى النتيجة لينتج : لا شيء من غير المعصوم بإمام ، وهو المطلوب.
التاسع والسبعون : قوى النفس [تنقسم] (١) إلى ثلاثة أقسام :
الأوّل : الملكية : وهي التي بها التفكّر والتميّز والنظر في حقائق الأمور. وآلتها التي يستعملها من البدن (٢) الدماغ. وقد تسمّى هذه نفسا ناطقة.
الثاني : البهيمية : وهي النفس الشهوانية ، وهي التي بها الشهوات وطلب الغذاء والشوق إلى اللذّات الحسّية. وآلتها التي يستعملها من البدن الكبد.
الثالث : السبعية : وهي التي بها الغضب والنجدة والترفّع. وآلتها التي يستعملها من البدن القلب.
وهذه الثلاثة متباينة ، وإذا قوى بعضها أضرّ بالآخر ، وربّما أبطل أحدها فعل الآخر ، وبغلبة الأولى يحصل امتثال أوامر [الشريعة] (٣) وانتظام نوع الإنسان ، وبغلبة الأخريين يحصل الاختلاف.
فلا بدّ من مقوّم للأولى ومانع للأخريين ، وليس من الأمور الداخلية ، بل من الأمور الخارجية للمشاهد ، وليس إلّا توقّع العقوبة في العاجلة ، وليس ذلك إلّا من الإمام المعصوم ؛ إذ غيره الأخريان فيه أقوى وأغلب ، فلا يصلح لتقوية ضدّهما وكسرهما ؛ لأنّ غلبة أحد الضدّين يستلزم ضعف الآخر.
الثمانون : أجناس الفضائل أربعة : الحكمة ، والعفّة ، والشجاعة ، والعدالة.
الأولى إنّما تحصل إذا كانت حركة النفس معتدلة.
والثانية إنّما تحصل إذا كانت حركة النفس البهيمية معتدلة منقادة للنفس الناطقة.
__________________
(١) من «ب».
(٢) في «ب» زيادة : (و) بعد : (البدن).
(٣) في «أ» و «ب» : (الشرعية) ، وما أثبتناه للسياق.