[و] (١) الثالثة إنّما تحصل إذا كانت حركة النفس البهيمية منقادة للنفس الناطقة.
والرابعة إنّما تحصل من اعتدال الفضائل الثلاث ونسبة بعضها إلى بعض.
فالإمام لتحصيل هذه الفضائل للمكلّف في كلّ وقت ، فلا بدّ [أن] (٢) يكون القوى البهيمية مغلوبة ، والقوى الناطقة غالبة فيه في كلّ وقت يفرض ، وذلك يستلزم العصمة.
الحادي والثمانون : أجناس الرذائل أربعة : الجهل ، والشره ، والجبن ، والخمود.
وإذا تقرّر ذلك فنقول : الإمام لدفع هذه في كلّ وقت يفرض ، فتنتفي عنه بالكلّية.
والإقدام على القبيح إنّما يتأتّى من [أحد] (٣) هذه ، ومع انتفاء السبب ينتفي المسبّب ، فيلزم من ذلك العصمة ، وهو المطلوب.
الثاني والثمانون : غاية حصول الحكمة أن يعرف الموجودات على ما هي عليه ، ويعرف أي المفعولات يجب أن تفعل وأيّها يجب ألّا تفعل. وإنّما يعرف (٤) ذلك بمعرفة الأحكام الإلهية يقينا ، وإنّما تحصل من المعصوم كما تقدّم (٥).
وإنّما يتمّ الغرض والفائدة بفعل ذلك ، ولا يحصل إلّا بالمعصوم ، كما تقدّم ، فيجب.
الثالث والثمانون : أنواع الحكمة :
الذكاء : وهو سرعة انقداح النتائج وسهولتها على النفس.
والذكر : وهو ثبات صورة ما يحصّله العقل والوهم من الأمور.
والتعقّل : وهو موافقة بحث النفس عن الأشياء بقدر ما هي عليه.
__________________
(١) من «ب».
(٢) في «أ» : (وأن) ، وما أثبتناه من «ب».
(٣) من «ب».
(٤) في «ب» : (يحصل) بدل : (يعرف).
(٥) تقدّم في الوجه الأول من الدليل الخامس والعشرين ، والدليل الحادي والستّين ، والدليل الثاني والستّين من المائة الأولى ، وغيرها.