الثاني والخمسون : اتّفاق آراء المجتهدين في الآفاق لا بدّ له من طريق متّفق واحد ، وليس [إلّا] (١) المعصوم ؛ إذ هذه الأدلة الموجودة ليست بمتّفقة واحدة ، [ولا غيرها] (٢) وغير المعصوم اتّفاقا.
فلو لم يكن المعصوم ثابتا لزم التكليف بالسبب مع عدم المسبّب ، وذلك تكليف بالمحال [باطل] (٣).
الثالث والخمسون : اعلم أنّ تأدّي السبب إلى المسبّب إمّا أن يكون [دائميا] (٤) ، أو أكثريّا ، [أو مساويا] (٥) ، أو أقليّا.
فالمسبّب الذي يتأدّى السبب إليه على أحد الوجهين الأوّلين هو الغاية الذاتية ، ويسمّى السبب ذاتيّا.
و [الذي] (٦) يكون على الوجهين الآخرين هو الغاية الاتّفاقية ، ويسمّى السبب اتّفاقيا.
وقد أنكر جماعة الأسباب الاتّفاقية (٧) ؛ لأنّ السبب إمّا أن يكون مستجمعا لجميع الجهات المعتبرة في المؤثّرية فيتأدّى إلى الأثر لا محالة ، فلا يكون اتّفاقيا. وإن لم
__________________
(١) في «أ» : (الإمام) ، وما أثبتناه من «ب».
(٢) من «ب».
(٣) في «أ» : (واحد) ، وما أثبتناه من «ب».
(٤) في «أ» و «ب» : (دائما) ، وما أثبتناه للسياق.
(٥) زيادة اقتضاها السياق.
(٦) من «ب».
(٧) انظر : الشفاء (الطبيعيات) : ٦١.
الأسباب الاتّفاقية : هي التي تكون ـ من حيث تكون ـ من أجل شيء ، إلّا أنّها أسباب فاعلية لها بالعرض ، والغايات غايات بالعرض ، فهي داخلة في جملة الأسباب التي بالعرض. والاتّفاق سبب من الأمور الطبيعية والإرادية بالعرض ليس دائم الإيجاب ولا أكثري الإيجاب ، وهو فيما يكون من أجل شيء وليس له سبب أوجبه بالذات. الشفاء (الطبيعيات) : ٦٥.