الرابع والخمسون : الإمام كلّما لمح شيئا عاج (١) منه إلى الله تعالى ، فهو يرى الله تعالى بعين البصيرة عند كلّ شيء ، و [خشيته] (٢) منه [كاملة] (٣) ، وإرادته لمرضاته في كلّ حال جازمة ، وإلّا لم يصلح للتقريب في كلّ حال ، ولدعاء كلّ الناس إلى ذلك ، ولم يحفظ العدل المطلق.
فيستحيل منه الإخلال بواجب وفعل كلّ (٤) قبيح ؛ لاستلزام إرادة الشيء كراهة ضدّه ، فهو معصوم.
الخامس والخمسون : خشية الإمام وخوفه من الله تعالى يجب أن تكون في الغاية ، بحيث يستصغر كلّ شيء بالنسبة إليها ، وتكون راجحة على كلّ لذّة أو مطلوب أو شهوة أو غضب فرضت في جميع الأوقات والأحوال ، حتى يحسن من الحكيم تحكيمه والأمر بطاعته ، وجعله مقرّبا إلى الطاعة ومبعّدا عن المعصية وحافظا للعدل التامّ ، فيحصل من ذلك الكراهة التامّة للمعاصي والإرادة الجازمة للواجبات ، فلا يحصل معها شوق إلى شيء من المعاصي والإرادة لها ، بل قد وجد الصارف ، فيستحيل فعلها ، فيكون معصوما.
[السادس والخمسون : الإمام كلّما لاحظ شيئا لاحظ غيره وإن لم يكن ملاحظته للاعتبار فسنح له تعريج من عالم الزور إلى عالم الحقّ مستقرّ به (٥) ، حتّى يتحقّق منه حفظ العدل ، وذلك يوجب له صارفا عظيما عن المعاصي ، فيكون معصوما] (٦).
__________________
(١) عاج : عطف ومال. لسان العرب ٩ : ٤٥٦ ـ عوج.
(٢) في «أ» : (خشيه) ، وما أثبتناه من «ب».
(٣) في «أ» : (كاملا) ، وما أثبتناه من «ب».
(٤) لم ترد في «ب» : (كلّ).
(٥) كذا في المخطوط.
(٦) من «ب».