السابع والخمسون : الإمام يكون سرّه [مرآة] (١) مجلوّة محاذيا بها جانب الحقّ ؛ لأنّ له الكمال الأسنى ، حتى يحسن أمر الكلّ [بتبعه] (٢) ، فترد عليه اللذّات العلى ، فيستحقر القوى الشهوية والغضبية واللذّات البدنية ، ولا يحصل له شوق وإرادة [إلى] (٣) المعاصي البتة.
الثامن والخمسون : الإمام متوجّه بالكلّية إلى الحقّ عزوجل ، لا يلاحظ نفسه إلّا من حيث هي لاحظة [لجناب] (٤) القدس ؛ لأنّ له الرئاسة [العامّة] (٥) في أمور الدين والدنيا ، فيكون أكمل الكلّ في الكمالات الحقيقية ؛ لنفور [نفس] (٦) الكامل عن متابعة [الأنقص] (٧) منه ، ولقبحه في نفس الأمر ، فيستحيل إرادة المعاصي والشوق إليها منه ، ويستحيل ترك الواجبات ، فيكون معصوما.
التاسع والخمسون : الإمام له صفات :
الأولى : التفريق بين ذاته وبين جميع ما يشغله عن الحقّ بأعيانها.
[الثانية : نفض آثار تلك الشواغل كالميل والالتفات إليها عن ذاته ؛ تكميلا لها بالتجرّد عمّا سوى الحقّ والاتصال به] (٨).
الثالثة : ترك التوخّي للكمال لأجل ذاته ، بل لذات الكمال ولذات الحقّ.
الرابعة : ترك اعتبار ذاته ، فإذا انقطع عن نفسه [و] (٩) اتّصل بالحق رأى كلّ قدرة
__________________
(١) في «أ» : (مدة) ، وما أثبتناه من «ب».
(٢) في «أ» : (بتبعيّته) ، وفي «ب» : (بتبعته) ، وما أثبتناه من هامش «ب».
(٣) في «أ» : (من) ، وما أثبتناه من «ب».
(٤) في «أ» : (لجنات) ، وما أثبتناه من «ب».
(٥) من «ب».
(٦) في «أ» و «ب» : (النفس) ، وما أثبتناه للسياق.
(٧) في «أ» : (الأنفس) ، وما أثبتناه من «ب».
(٨) من «ب».
(٩) من «ب».