على طاعته ،
والمبعّد عن معصيته ، ويقرّب من الثانية ، فلا يكون الإمام منهما ؛ لأنّه مستغن عن
[غيره] ، ولا شيء منهما مستغن عن غيره ، فيكون من الثانية ، وهو
المطلوب ، كما نقل من حال عليّ عليهالسلام .
الخمسون : الإمام
الذي له الرئاسة العامّة وحكم العالم بيده لا بدّ وأن يجتمع فيه أربعة أشياء :
الأوّل : أن تكون نفسه كاملة وإن كانت في الظاهر [ملتحفة] بجلابيب الأبدان ، لكنّها في نفس الأمر قد خلعها وتجرّدت عن
الشوائب وخلصت إلى العالم القدسي.
الثاني : أن يكون لهم أمور خفية ، وهي مشاهدتهم لما يعجز عن إدراكه
الأوهام ، ويكلّ عن شأنه الألسن ، وابتهاجاتهم بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، كما
قال الله تعالى : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ
ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) .
الثالث : أمور ظاهرة عنهم هي آثار كمال وإكمال يظهر من أقوالهم
وأفعالهم.
الرابع : آيات تختصّ بهم ، من جملتها ما يعرف بالمعجزات والكرامات ، كقلع
باب خيبر ، وما ظهر من الآيات والمعجزات على يد أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام
__________________