على طاعته ، والمبعّد عن معصيته ، ويقرّب من الثانية ، فلا يكون الإمام منهما ؛ لأنّه مستغن عن [غيره] (١) ، ولا شيء منهما مستغن عن غيره ، فيكون من الثانية ، وهو المطلوب ، كما نقل من حال عليّ عليهالسلام (٢).
الخمسون : الإمام الذي له الرئاسة العامّة وحكم العالم بيده لا بدّ وأن يجتمع فيه أربعة أشياء :
الأوّل : أن تكون نفسه كاملة وإن كانت في الظاهر [ملتحفة] (٣) بجلابيب (٤) الأبدان ، لكنّها في نفس الأمر قد خلعها وتجرّدت عن الشوائب وخلصت إلى العالم القدسي.
الثاني : أن يكون لهم أمور خفية ، وهي مشاهدتهم لما يعجز عن إدراكه الأوهام ، ويكلّ عن شأنه الألسن ، وابتهاجاتهم بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، كما قال الله تعالى : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) (٥).
الثالث : أمور ظاهرة عنهم هي آثار كمال وإكمال يظهر من أقوالهم وأفعالهم.
الرابع : آيات (٦) تختصّ بهم ، من جملتها ما يعرف بالمعجزات والكرامات ، كقلع باب خيبر ، وما ظهر من الآيات والمعجزات (٧) على يد أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام
__________________
(١) في «أ» : (حدّه) ، وما أثبتناه من «ب».
(٢) انظر : الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١ / ١ : ١٩٩ وما بعدها. مناقب آل أبي طالب ٢ : ٣١. تذكرة الخواص : ١٣٥ وما بعدها.
(٣) في «أ» و «ب» : (ملتحقة) ، وما أثبتناه للسياق.
(٤) الجلباب : القميص. والجلباب : ثوب أوسع من الخمار دون الرداء تغطّي به المرأة رأسها وصدرها. وقيل : هو ثوب واسع دون الملحفة تلبسه المرأة. وقيل : هو الملحفة. لسان العرب ٢ : ٣١٧ ـ جلب.
(٥) السجدة : ١٧.
(٦) في «ب» : (آثار) بدل : (آيات) ، وفي هامشها : (آيات) خ ل.
(٧) لم ترد في «ب» : (والمعجزات).