د ـ التوكل بمعنی ترك الأخذ بالأسباب الطبيعية غير ان تفسير هذه المفاهيم بما ذكروه ينم عن جهلهم بمعانيها الحقيقية أو تعاميهم عنها ، فان لها من المعاني ما يجعلها خير وسيلة للتحرك والانطلاق ، والثورة والانعتاق ، لا الخمود والركود ، والخضوع والعبودية كما زعموا.
وسوف تأتي على ذكر هذه المفاهيم ، ونعرض لتحليلها في الأجزاء اللاحقة من هذه المجموعة باذن الله تعالی.
على هامش النظرية الاقتصادية
وتعود مرة أخرى لدراسة النظرية الاقتصادية في تفسير ظاهرة العقيدة الدينية في الحياة البشرية لنرى ما اذا كانت ترتكز على قاعدة صحيحة أم لا؟
فنقول : لقد استدل أصحاب النظرية الاقتصادية في تفسير ظاهرة العقيدة الدينية ، لاثبات نظريتهم بأن الطبقة المستغلة من الأسياد والاقطاع والرأسماليين عمدت الی ترویج العقيدة والمفاهيم الدينية لهدفين :
أولا : التمكين حاكميتهم على من استغلوهم ، وذلك بایهامهم بأنهم نواب الله ووكلاؤه ، وان ما يجري في حياة الناس انما يجري بمشيئته ، وان التمرد على هذا الوضع مخالفة لأوامره وتقديراته ، وان احترام الأسياد والحكام لیس الا تكريماً لله ، واحتراماً لأوامره.
ثانياً : أن ما كانوا يطيقونه على المستغلين من أحكام جائرة وظالمة كان ينذر بانتفاضة اولئك المحرومین وثورتهم لاستنقاذ حقوقهم وتخليص أنفسهم من الأذى والاضطهاد ، فكان يلزم أن يكون هناك ما يخفف هذه النقمة ويجنب المستقلين هذه الثورة والانتفاضة ، ولهذا روجوا بينهم المفاهيم الدينية التي تدعو الى الرضا بالقدر والصبر لقاء ما يحصلون عليه من عوض اخروي ، وعدم