الدينية جذوراً وخلفيات أعمق في كيان الانسان وحياته ، وغير ما ذكره الماركسيون.
* * *
سابعاً) أن ما ذكروه يستلزم أن لا يوجد بين الطبقات المرفهة ، وأصحاب الثروة والمسكنة أي متدین ، لعلمهم بان الدين ليس سوى وسيلة تستخدم لاخماد الثورات وجلب المنافع ، والحال أننا نجد طول التاريخ أصحاب ثروة وقفوا اعمارهم وثرواتهم في سبيل تحقيق الأهداف الدينية المقدسة بحيث صار الغني والفقير والظالم والمظلوم!! ، والمضطهِد والمضطهَد!! في هذه الظاهرة سواء أي اننا نجد متدینین لیس بین الفقراء والمحرومين فقط بين الأغنياء واصحاب الثورة أيضاً ، وهذا يعني أن قضية الايمان بالله ليست ناشئة من عوامل اقتصادية كما ذكروا ، بل هي قضية روحية فطرية ، ومسألة عقلية يقود اليها الفكر السليم.
* * *
ثامناً) ان ما استشهدوا به لتبرير نظريتهم (وهو انه كلما انتعش حال الطبقات المحرومة اقتصادياً انحسرت العقيدة عن حياتهم ، وكلما تردت ، راجت العقيدة الدينية) جهل من هؤلاء المحللين بمجريات التاريخ.
فاننا نجد في الحضارة اليونانية والاسلامية كيف قد ازدهرت الحالة الاقتصادية العامة وتحسنت جنباً إلى جنب مع ازدهار العقيدة الدينية ورواج المفاهيم الميتافيريقية ، وكان لمعرفة أبيه والايمان به دور بارز ومكانة كبرى في هذه المدنيات والحضارات.
وهذه حقيقة يقف عليها كل من راجع تاريخ هذه الحضارات الكبرى ، بل هي من الثبوت والجلاء ما لا نحتاج معه الى ذكر الشواهد والنماذج.
* * *