الخالق لكونه موجود غیر مادي.
وهذا هو موقف الماديين والملحدين.
٣ ـ الشك والتحيّر وهو موقف اللادريين والشكاك الذين لا يثبتون شيئاً ولا ينكرون شيئا.
ثم انه يظهر من كلمات الماديين انهم ربما لا يرون انفسهم بحاجة الى اقامة الدليل في انكارهم لما وراء الطبيعة ، بل الذي يحتاج ـ في نظرهم ـ الى اقامة الدليل انما هو الالهي ، بحجة أن الاثبات هو الذي يحتاج الى الدليل بينما يكفي المنكر عدم وجود الدليل في جانب الأثبات ، وهذا أمر باطل ، لان الانكار ـ الاثبات ـ قضاء وحكم ، فان الحكم بعدم وجود شيء وراء المادة مثل الحكم بوجود شيء ما يكشف عن ادعاء مبني على القطع والبت ، فكيف يثبت حكم (وهو هنا الحكم بنفي ما وراء الطبيعة) بدون دلیل؟.
ولما وقف بعض الماديين على ضعف هذا المنطق عمدوا إلى تصحيح مذهبهم الالحادي بما هو خلاصته :
ان ادوات المعرفة (في مجال النظرة العامة الى الحياة) تنحصر في التجربة والحس.
فما اثبتته التجربة والحس جاز الاذعان به ، وصح الاعتقاد بوجوده ، وما لم تثبته التجربة والحس لم يصح الاعتقاد بوجوده.
وبما ان التجربة لا تثبت سوى الوجود المادي ، كان الوجود مساوياً للمادة.
هذا هو خلاصة مذهب المادي ، وعلى ذلك فأساس مذهبه يتكون من أمرين :
١ ـ أصالة التجربة.
٢ ـ أصالة المادة.