مرة كل أربع سنوات ، ونتبجح فتعمل من الذرة قنابل ذرية ، ونحن لا نعلم من حقيقتها شيئاً.
نقول : ان الاجسام تسقط القانون الجاذبية ، والمصباح يشتعل بالكهرباء ونسخر الكهرباء في ايجاد الأمواج واستقبالها ، ولكن الكهرباء لا نعلم عن حقيقتها ، وانما نعلم كيف تستخدم ، بل الحياة لم نعرف حقيقتها وان كانت تسكن فينا ، وكل ما حولنا لا نعلم حقیقته ، وانما نعرف أغراضه. وبعبارة أخرى نعرف «كيف» ولا نعرف «ما ولماذا».
ان كان كذلك فكيف نأمل أن نعرف العقل والنفس وحقيقة الشعور وما الى ذلك ، ان كل ما نتحدث به عن هذه الأشياء ألفاظ جوفاء ، ولو أنصف مؤلف المعاجم ومحاولو التعريفات لكفوا عن ذلك لانهم لا يصلون الى حقيقته» (١).
ويقول الدكتور «میریت ستانلي كونجدن» وهو أخصائي في الفيزياء وعلم النفس :
«ان العلوم حقائق مختبرة ولكنها مع ذلك تتأثر بخيال الانسان وأوهامه ومدى بعده عن الدقة في ملاحظاته ، وأوصافه ، واستنتاجاته ، ونتائج العلوم مقبولة داخل هذه الحدود ، فهي بذلك مقصورة على الميادين الكمية في الوصف والتنبؤ ، وهي تبدأ بالاحتمالات ، وتنتهي بالاحتمالات كذلك وليس باليقين ، ونتائج العلوم بذلك تقريبية وعرضة للاخطاء المحتملة في القياس والمقارنات ونتائجها اجتهادية وقابلة للتعديل بالاضافة والحذق ، وليست نهائية ، وانا لنرى العالم عندما يصل الى قانون أو نظرية يقول : ان هذا هو ما وصلنا اليه حتى الان ، ويترك الباب مفتوحاً لما قد يستجد من التعديلات» (٢).
__________________
(١) مجلة رسالة الاسلام المصرية ، العدد الأول من السنة الرابعة ص ٢٤.
(٢) الله يتجلى في عصر العلم ص ١٨.