(فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ) أي : غضب عليهم ، انتهى.
وقوله تعالى : (فَسَوَّاها) أي فسوّى القبيلة في الهلاك ؛ لم ينج منهم أحد ، وقرأ نافع وابن عامر (١) : «فلا يخاف عقباها» والمعنى : فلا درك على الله تعالى في فعله بهم ؛ وهذا قول ابن عبّاس والحسن (٢) ، ويحتمل أن يكون الفاعل ب (يَخافُ) صالحا* ع* أي : لا يخاف عقبى هذه الفعلة بهم ؛ إذ كان قد أنذرهم ، وقرأ الباقون : «ولا يخاف» بالواو فتحتمل الوجهين ، وتحتمل هذه القراءة وجها ثالثا : أن يكون الفاعل ب (يَخافُ) المنبعث ؛ قاله الزجاج والضحاك والسدي ، وغيرهم ، وتكون الواو واو الحال ، كأنّه قال : انبعث لعقرها وهو لا يخاف عقبى فعله (٣).
__________________
(١) ينظر : «السبعة» (٦٨٩) ، و «الحجة» (٦ / ٤٢٠) ، و «إعراب القراءات» (٢ / ٤٩١) ، و «معاني القراءات» (٣ / ١٥٠) ، و «شرح الطيبة» (٦ / ١١٦) ، و «العنوان» (٢١) ، و «حجة القراءات» (٧٦٦) ، و «شرح شعلة» (٦٢٥) ، و «إتحاف» (٢ / ٦١٢)
(٢) أخرجه الطبري (١٢ / ٦٠٦) عن ابن عبّاس برقم : (٣٧٤٠٩) ، وعن الحسن برقم : (٣٧٤١٠) ، وذكره البغوي (٤ / ٤٩٤) ، وابن عطية (٥ / ٤٨٩) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤ / ٥١٧) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٦٠٢) ، وعزاه لعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن الحسن.
(٣) أخرجه الطبري (١٢ / ٦٠٦) عن السدي برقم : (٣٧٤١٧) ، وذكره البغوي (٤ / ٤٩٤) ، وابن عطية (٥ / ٤٨٩) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤ / ٥١٧) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٦٠٢) ، وعزاه لابن جرير عن الضحاك.