ذكرنا ؛ وهذا كقوله صلىاللهعليهوسلم : «ليس الشديد بالصّرعة» (١) ، و «ليس المسكين بهذا الطّواف» (٢) ، والضمير في (فَإِنَّها) للقصة ونحوها من التقدير ، والضمير في (يَسْتَعْجِلُونَكَ) لقريش.
وقوله : (وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ) وعيد وإخبار بأنّ كل شيء إلى وقت محدود ، والوعد هنا مقيّد بالعذاب.
وقوله سبحانه : (وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) / قالت فرقة : معناه وإنّ يوما من أيام عذاب الله كألف سنة من هذه ؛ لطول العذاب وبؤسه ، فكان المعنى أي من هذه السنين فما أجهل من يستعجل هذا ، وكرّر قوله : (وَكَأَيِّنْ) ؛ لأنّه جلب معنى آخر ؛ ذكر أوّلا القرى المهلكة دون إملاء ؛ بل بعقب التكذيب ، ثم ثنّى سبحانه بالممهلة ؛ لئلّا يفرح هؤلاء بتأخير العذاب عنهم ، وباقي الآية بيّن ، والرزق الكريم : الجنة ، و (مُعاجِزِينَ) معناه : مغالبين ، كأنهم طلبوا عجز صاحب الآيات ، والآيات تقتضي تعجيزهم ؛ فصارت مفاعلة.
(وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (٥٢)
وقوله سبحانه : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ...) الآية.
قلت : قال [القاضي أبو الفضل] (٣) عياض : وقد توجهت هاهنا لبعض الطاعنين سؤالات منها ما روي من : «أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم لما قرأ سورة «والنجم» وقال : (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى* وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى) [النجم : ١٩ ، ٢٠] قال : تلك الغرانيق العلى ، وإنّ شفاعتها لترتجى» (٤).
__________________
(١) أخرجه مالك (٢ / ٩٠٦) كتاب «حسن الخلق» : باب ما جاء في الغضب ، حديث (١٢) ، والبخاري (١٠ / ٥٣٥) كتاب «الأدب» : باب الحذر من الغضب ، حديث (٦١١٤) ، ومسلم (٤ / ٢٠١٤) كتاب «البر والصلة» : باب فضل من يملك نفسه عند الغضب ، حديث (١٠٧ / ٢٦٠٩) ، وأحمد (٢ / ٢٣٦) ، والبغوي في «شرح السنة» (٦ / ٥٣١ ـ بتحقيقنا) ، والقضاعي في «مسند الشهاب» (١١٢١٢) من حديث أبي هريرة.
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) سقط في ج.
(٤) أخرجه الطبراني في «الكبير» (١٢ / ٥٣) رقم (١٢٤٥٠) ، والبزار في «مسنده» كما في «تخريج الكشاف» (٢ / ٣٩١) ، وابن مردويه كما في المصدر السابق ، كلهم من طريق يوسف بن حماد ثنا أمية بن خالد ، ثنا ـ