الحسن بن أبي الحسن (١) : «أنا آتيكم» ، وكذلك في مصحف أبيّ.
وقوله : (فَأَرْسِلُونِ) : استئذان في المضيّ.
(يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنا فِي سَبْعِ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (٤٦) قالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ (٤٧) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ سَبْعٌ شِدادٌ يَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ (٤٨) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ)(٤٩)
وقوله : (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنا) : المعنى : فجاء الرسول ، وهو الساقي ، إلى يوسف ، فقال له : يوسف أيها الصديق ، وسمّاه صدّيقا من حيث كان جرّب صدقه في غير ما شيء ، وهو بناء مبالغة من الصّدق ، ثم قال له : (أَفْتِنا فِي سَبْعِ بَقَراتٍ) ، أي : فيمن رأى في المنام سبع بقرات.
وقوله : (لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ) ، أي : تأويل هذه الرؤيا ، فيزول همّ الملك لذلك ، وهمّ الناس ، وقيل : (لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ) مكانتك من العلم ، وكنه فضلك ؛ فيكون ذلك سببا لتخلّصك و (دَأَباً) : معناه : ملازمة لعادتكم في الزّراعة.
وقوله : (فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ) : إشارة برأي نافع ؛ بحسب طعام مصر وحنطتها التي لا تبقى عامين بوجه إلا بحيلة إبقائها في السّنبل ، والمعنى : اتركوا الزرع في السّنبل إلا ما لا غنى عنه للأكل فيجتمع الطّعام هكذا ، ويتركّب ويؤكل الأقدم فالأقدم ، وروي أنّ يوسف عليهالسلام لمّا خرج ووصف هذا الترتيب للملك ، وأعجبه أمره ، قال له الملك : قد أسندتّ إليك تولّي هذا الأمر في الأطعمة هذه السنين المقبلة ، فكان هذا أوّل ما ولي يوسف ، و (تُحْصِنُونَ) معناه : تحرزون وتحزنون ؛ قاله ابن عباس (٢) ، وهو مأخوذ من الحصن ، وهو الحرز والملجأ ؛ ومنه : تحصّن النساء ؛ لأنه بمعنى التحرّز.
وقوله : (يُغاثُ النَّاسُ) : جائز أن يكون من الغيث ، وهو قول ابن عبّاس (٣) ،
__________________
(١) وقرأ بها الحجاج ، والحسن ، ويحيى بن يعمر.
ينظر : «الشواذ» (٦٨) ، و «المحرر الوجيز» (٣ / ٢٤٩) ، و «الكشاف» (٢ / ٤٧٦) ، و «البحر المحيط» (٥ / ٣١٤) ، و «الدر المصون» (٤ / ١٨٩)
(٢) أخرجه الطبري (٧ / ٢٢٩) برقم : (١٩٣٨١) ، وذكره البغوي (٢ / ٤٢٩) ، وابن عطية (٣ / ٢٥١) ، والسيوطي (٤ / ٤١) ، وعزاه لابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم.
(٣) أخرجه الطبري (٧ / ٢٣٠) برقم : (١٩٣٨٧) ، وذكره البغوي (٢ / ٤٣٠) ، بلا نسبة ، وابن عطية (٣ / ٢٥١) ، والسيوطي (٤ / ٤١) ، وعزاه لابن جرير ، وابن أبي حاتم.