اللهم إلّا أن يفرّق بأنّه لا ينافي القرآن بقصد الدّعاء بالمنزل منه ، ولا يوجب الاشتراك لاتّحاد المعنى ، بخلاف غيره من المشترك بين القرآن وغيره فلاحظ وتأمّل.
وثانيا بالقلب على معنى عدم الصّحة إذا لم يقصد كما هو الغالب في القارئين من العرب والعجم ولا قائل بالفصل.
قلت : هذا غاية ما قيل أو يمكن أن يقال في المقام لكنّها لتطرّق وجوه المناقشة إليها لا تنهض بإثبات المرام لظهور صدق الدّعاء على اللّفظ الدّالّ على طلب الإجابة وسؤالها ، ولو باعتبار وضعه للفظ استجب ونحوه ، فانّ المدار على دلالته عليه واستفادة ذلك منه ولو بالواسطة ، بل ولو مع عدم قصد الدّاعى للدّعاء وعدم إنشائه لذلك ، فإنّ العبرة في مثل ذلك بصلاحيّة اللّفظ وكونه موضوعا لذلك مستعملا في هذا المقصد لا بفعليّة القصد والإنشاء كما هو الحال في الأدعية الكثيرة المشتملة على هذه الكلمة وغيرها المندوب قراءتها للقاصد المتذكّر وغيره ، بل للعجمى البحت الّذى لا يفهم المعنى أصلا فضلا عن أن يكون في مقام الطّلب والسّؤال كى يكون تلاوته دعاء ، ضرورة كونه دعاء بملاحظة نفسه مع قطع النّظر عن أحوال الدّاعى به وإن كان مراتب فضل قراءته تختلف باختلاف مراتب أحواله.
وامّا المنع من جواز قصد الدّعاء بالقرآن بل التأمّل في رجحانه فضلا عن جوازه فغريب جدّا ، وأغرب منه توهّم كونه من باب استعمال المشترك في معنييه.
بل وممّا ذكرناه يظهر النّظر فيما ذكره السيّد في «الغنية» أيضا لا في قوله : ولا يقول : آمين أخر الحمد بدليل الإجماع المشار اليه ، وطريقة الاحتياط واليقين ببرائة الذّمّة من الصّلوة فانّه جيّد وجيه.
بل في قوله بعد ذلك : وقولهم لفظة آمين وإن لم يكن دعاء ولا تسبيحا ولا من جملة القرآن فهي تأمين على دعاء تقدّم عليها ، وقوله : اهدنا الصّراط المستقيم